كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
غزنة ، وقد كتب إلى غياث الدين ، وهو مولاي وابن مولاي ، يأمرني ألا أترك أحداً يقرب من غزنة ، وقد جعلني نائبه فيها ، وفي سائر الولاية المجاورة لها لاشتغاله بخراسان ، وقد أمرني أيضا أن أتسلم الخزانة منك ، فلم يقدر الوزير على الامتناع لميل الأتراك إلى الدز ، فتسلمها ، وسار بالمحفة إلى غزنة ، فدفن شهاب الدين بمدرسته ، وكان وصولهم إليها لثمان بقين من شعبان سنة اثنتين وستمائة .
ذكر مسيرة بهاء الدين سام صاحب باميان إلى غزنة ووفاته
بها وبهاء ادين هذا هو ابن أخت غياث الدين ، وشهاب الدين ، وكانا قد ملكاه باميان ، فأحسن السيرة ، واحبه الأمراء الغوريه ، وكاتبوه للحضور إلى غزنة ، فأعاد عليهم الجواب يأمرهم بحفظ البلد ، وأنه واصل إليهم ، وسار عن باميان مرحلتين ، فوجد في رأسه صداعا اشتدَّ عليه ، فنزل وقد وقد أيقن بالموت ، وأحضر ولديه : علاء الدين وجلال الدين ، وعهد بالملك إلى علاء الدين ، وأصرهما بالأمراء الغورية ، ومات .
ذكر ملك علاء الدين غزنة وأخذها منه
قال : ولما توفي بهاء الدين سام ، وعهد إلى ابنه علاء الدين ، وسار إلى غزنة ، وعه اخوه جلال الدين ، قتلقاهما الأمراء الغورية ، وخرج الأتراك معم على كره ، ونزلا دار السلطنة في مستهل شهر رمضان سنة اثنتين وستمائة ، فأراد الأتراك منعهم ، فنهاهم الوزير عن ذلك لقلَّتهم ، واشتغال غياث الدين بابن حرميل صاحب هراة ، فاستثر علاء الدين ، وجلال الدين بدار السلطنة بالقلعة ، فراسلهما الأتراك أن يخرجا من الدار ، وإلا قاتلوهما ، ففرقا فيهم الأموال كثيرة واستحلفاهم ، فحلفوا ، واستبوا غياث الدين محمود ، فانفذا خلعا إلى تاج الدين الدز ، ووعداه الجميل والحكم في دولتهما ، فوصله الرسول ، وقد سار عن كرمان لقصد غزنة ، فرده أبح رد ، وقال : قل لهما يخرجان من غزنة ، ويكتفيان بباميان ، فغني لا أقدم أحدا على ولد سيدي غياث الدين ، ولم يقصد الدز بذلك حفظ البيت وإنما أراد التمهيد لنفسه ، فعاد الرسول ، وأبلغهما مقالته ، ووصل الدز إلى غزنة ، فخرج إليه الغورية ، والتقوا في خامس شهر رمضان ، فانحاز إليه الأتراك ، وخدموه ، فهزموا الغوريه ، ودخل العسكر المدينة ، ونهبوا دور الأمراء الغورية ، والباميانية ، وحصر الدز القلعة ، فخرج جلال الدين منها إلى باميان في نحو عشرين فارسا ليجمع العساكر ، وأوصى أخاه علاء الدين بحفظ الحصن ، فشدد عليه الدز الحصار ، وضيق عليه ، فأجاب إلى مفارقة الحصن ، وحلف الدز أنه لا يؤذيه ، وسار علاء الدين من غزنة ، فلما رآه الأتراك نهبوا

الصفحة 61