كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 62 """"""
ما كان معه ، وأقوه عن فرسه ، وأخذوا ثيابه ، وتركوه عريانا بسراويل ، فبلغ الدز الخبر ، فأنكر عليهم ، وأرسل إليه بثياب ودواب ومال ، واعتذر إليه ، فأخذ ما لبسه ، ورد الباقي ، ولما وصل إلى باميان لبس ثياب سوداء وركب حمارا ، فاخرجوا له المراكب الملوكية والملابس ، فلم يلبس ولم يركب ، وقال ، أريد أن يراني الناس على هذه الحال ، وما صنع بي أهل غزنة ، حتى إذا عدت إليها وخربتها ونهبت أهلها لا يلومني أحد ، ودخل دار الإمارة ، وشرع في جمع العساكر .
ذكر ملك تاج الدين الدز غزنة
قال : ولما توجّه علاء الدين من غزنة ، وأقام الدز بداره أربعة أيام يظهر طاعة غياث الدين إلا أنه لم يأمر بالخطبة له ولا لغيره ، وغنما : يخطب للخليفة ، ويترحم على شهاب الدين فحسب ، فلما كان في سادس عشر رمضان أحضر القضاء والفقهاء والقراء والمقدمين ، وأحضر رسول الخليفة ، وهو مجد الدين أبو علي بن أبي الربيع مدرس النظامية ، وكان قد حضر برسالة من دار الخلافة إلى شهاب الدين ، فوجده قد قتل ، وركب الدز الناس في خدمته ، وعليه ثياب الحزن ، وجلس في دار السلطنة في غير المجلس الذي كان يجلس فيه مولاه شهاب الدين ، فتغير الناس عليه ، وتنكروا له ، فإنهم أنما كانوا يطيعونه لإظهار الطاعة غياث الدين محمود ، فلما استقل بالأمر خالفوه ، ففرق فيهم الأموال والإقطاعات ، واستعان على ذلك بالخزانة التي أخذها عند مقتل شهاب الدين ، وكان عند شهاب الدين جماعة من أولاد الملوك الغورية ، وغيرهم من الأكابر ، فأنفقوا من خدمته ، واستأذنوه على اللحاق بغياث الدين ، فأذن لهم ، فلحق بعضهم به ، وبعضهم بأصحاب باميان ، وأرسل غياث الدين إلى الدز يشكره على ما فعل ويطالبه بالخطبة له ، ونقش السكة باسمه ، فلم بفعل ، وغالط في الجواب ، وطلب منه أن يخاطب بالملك ، وان يعتقه من الرق ، وان يزوج بن غياث الدين ، بابنة الدز ، فلم يجبه إلى ذلك : قال ، ولما ملك الدز غزنة أحضر مؤيد الملك الوزير ، والزمه الوزارة ، فوزر كره منه .
ذكر حال غياث الدين محمود بن غياث الدين بعد مقتل عمه شهاب الدين
قال : لما قتل شهاب الدين كان غياث الدين هذا ببست في إقطاعه ، فبلغه الخبر ، وكان شهاب الدين قد ولي الملك علاء الدين محمود بن أبي علي بلاد الغور ، وغيرها مما يجاوزها ، فلما بلغه قتل شهاب الدين ، وسار إلى مدينة : فيروزكوه ؛ خوفا أن يسبقه غياث الدين إليها ، فملكها ، وكان حسن السيرة من أكابر بيوت الغورية إلا ان

الصفحة 62