كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
اشتغل باللهو والعب ، فلم يشعر إلا عسكر الدز هجم على البلد ، وقتل من فيه من العسكر عن أخرهم في المعركة صبرا ، وقتل المؤيد ، فوصل الخبر إلى غزنة في العشرين من ذي الحجة من السنة ، فصلب علاء الدين الذي جاء بالخبر ، فتغيمت السماء وأمطرت حتى خرب بعض غزنة ، ووقع بردٌ كبار مثل بيض الدجاج ، فضج الناس إلى علاء الدين ، فأنزله آخر النهار ، فانكشفت الطلمة ، وكتب علاء الدين إلى أخيه جلال الدين يعلمه بالخبر ، ويستنجده ، ووصل الدز آخر ذي القعدة إلى غزنة ، وحاصر القلعة ، ةكان بينه وبين علاء الدين قتال شدد ، وجاء جلال الدين بأربعة آلاف من عسكر باميان ، فلقيه الدز بقرية بلق واقتتلوا ، فانهزم عسكر جلال الدين ، واخذ هو أسيرا ، وأسر من البامانية ألف أسير ، وعاد الدز إلى غزنة ، فبعث إلى علاء الدين في تسليم القلعة أو قتل الأسرى ، فامتنع من التسليم منهم أربعمائة بإزاء القلعة ، فراسله عند لك في طلب الأمان ، فأنته ، فلما خرج قبض عليه ووكل به وبأخيه من يحفظهما وقبض على وزيره عماد الملك ، وكتب إلى غياث الدين بالفتح ، وأرسل أليه الأعلام ، وبعض الأسرى وذلك في صفر سنة 603
ذكر ما تفق لغياث الدين محمود مع تاج الدين الدز وأيبك
قال : ولما عاد الدز إلى غزنة كتب غليه غياث الدين يطالبه بالخطبة له ، فأجابه جواب مدافع ، وكان جوابه أشد مما تقدم ، فأعاد عليه الجواب يقول : غما أن تخطب لنا ، وإما ان تعرفنا ما في نفسك ، فلما وصل إليه الرسول خطب لنفسه بغزنة بعد الترحم على شهاب الدين ، فساء الناس ذلك منه ، وتنكروا له ، ولم يروه أهلا وأن يخدموه ، ولما خطب لنفسه أرسل إلى غياث الدين يقول : بماذا تشتط على هذه الخزانة ، ونحن جمعناها بأسيافنا ، وهذا الملك قد أخذته ، وأنت قد اجتمع عندك الذين هم أساس الفتنة ، وأقطعتهم الإقطاعات ، ووعدتني بأمور لم تف لي بشيء منها ، فإن أنت عتقتني خطبت لك ، وحضرت إلى عندك ، فأجابه غياث الدين إلى العتق بعد الامتناع ، واشهد عليه بعتقه ، وبعتق قطب الدين أيبك النائب ببلاد الهند . وأرسل إلى كل منهما ألف قباء ، وألف قلنسوة ، ومناطق الذهب ، وسيوفا كثيرة ، وجترين ، ومائة رأس من الخيل ، فقبل الدز الخلع ، ورد الجير ، وقال ، نحن عبيدك والجتر له

الصفحة 65