كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 66 """"""
أصحاب ، وسار رسول أيبك ، وكان بفرشابور ، وقد حفظ المملكة ، وضبط البلاد ، فلما قرب الرسول منه تلقاه وترجل وقبل حافر الفرس ، ولبس الخلعة ، وقال : أما الجتر فلا يصلح للمماليك ، وأما العتق فمقبول ، وسوف أجازيه بعبودية الأبد . قال : وأرسل خوارزم شاه إلى غياث الدين يطلب منه أن يتظاهرا ، وانه يسير إليه العساكر إلى غزنة ، فإذا ملكها من الدز اقتسموا غياث الدين إلى ذلك ، ولم يبق إلا الصلح ، فوصل الخبر إلى خوارزم ساه بموت صاحب مازندران ، فسار عن هراة إلى مرو ، وسمع الدز بالصلح ، فجزع لذلك جزعا عظيما ، ظهر أثره عليه ، وأرسل إلى غياث الدين يقول له : ما حملك على هذا فأجابه : حملني عليه عصيانك وخلافك ، فسار الدز إلى تكيناباد فأخذها ، وإلى بت وتلك الأعمال ، وقطع خطبة غياث الدين عنها ، وأرسل إلى صاحب سجستان يأمره بإعادة الترحم على شهاب الدين ، وقطع هراة بمثل ذلك ، وتهددهما بقصد بلادهما . ثم أن الدز أخرج جلال الدين صاحب باميان من أسره ، وسير معه خمسة آلاف فارس من أيدكز لإعادته إلى ملك باميان ، وكان قد ملكها عباس عم جلال الدين ، وعلاء الدين لما أسرهما الدز ، فاسترجعها من عمه .
قال : وبلغ قطب الدين أيبك ما فعله الدز ، فكتب إليه يفتح ذلك عليه ، وينكر فعله ، ويقول : إن لم تخطب له بغزنة ، وتعود إلى طاعته ، وغلا قصدك بلادك ، ثم بعث أيبك إلى غياث الدين بالهدايا والتحف ، وأشار عليه بإجابة خوارزم شاه إلى ما طلبه الآن ، وانه عند الفراغ من أمر غزنة يسهل أمر خوارزم شاه وغيره ، قال : وحلف أيدكز على الدز ، فأقام بكابل ، وكتب إلى أيبك يعرفه مخالفته له ، وانتصاره لغياث الدين فصوب رأيه ، وأشار عليه بقصد غزنة في غيبة الدز ، فإن حصلت له فصوب رأيه ، وأشار عليه بقصد غزنة في غيبة الدز ، فإن حصلت به القلعة يقين بها إلى أن يأتيه ، وغن تعذرت عليه ينحاز إلى غياث الدين ، أو يعود إلى كابل ، فوصل أيدكز إلى غزنة في أول شهر رجب سنة ثلاث وستمائة ، فمنعوه القلعة ، فامر أصحابه بنهب البلد فنهبوا عدة مواضع ، فتوسط القاضي بينهم أن يسلم إليه من الخزانة خمسين ألف دينار ركنية ، وأخذ له من النجار شيئا آخر ، وخطب أيدكز بغزنة لغياث الدين محمود ، وقطع خطبة الدز ، ففرح الناس لذلك ، واتصل الخبر بالدز ،