كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
ووصل إليه رسول أيبك ، فخطب لغياث الدين في تكيناباد ، وأسقط اسمه من الخطبة ، ورحل إلى غزنة ، فلما قاربها فارقها أيدكز إلى بلد الغور ، فأرسل إليه خلعا سنية ، وأعتقه ، وخاطبه بملك الأمراء ، ورد عليه مال الخزانة ، وقال له : أما مال الخزانة ، فقد أعدناه إليك ، وأما أموال التجار وأهل البلد فقد أرسلناها إلى أربابها لئلا تقبح دولتنا بالظلم ، وقد عوضتك عنها ضعفيها ، وأرسل أموال الناس إلى القاضي بغزنة ، وأمره بردها على أربابها ، ففعل ذلك ، وكثر الدعاء له ، وصار الدز بين الطاعة والخلاف لغياث الدين .
؟ ؟
ذكر مقتل غياث الدين محمود وانقراض الدولة الغورية
كان مقتلة في سنة خمس وستمائة . وسبب ذلك أن خوارزم شاه سلم هراة إلى خاله أمين ملك ، وأمره أن يقصد غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد بن سام ، ويقبض عليه ، وعلى علي شاه بن خوارزم شاه ، ويأخذ فيروزكوه ، فسار أمين ملك إلى فيروز كوه ، واتصل الخبر بغياث الدين ، فبذل الطاعة ، وطلب الأمان ، فأمنهفلما نزل إليه من فيروزكوه قبض عليه ، وعلى علي شاه أخي خوارزم شاه ، فسألهما أن يحملهما إلى خوارزم شاه ليرى فيها رأيه ، فأرسل أمين ملك إلى خوارزم شاه ليرى فيهما رأيه ، فأرسل أمين ملك إلى خوارزم شاه يعرفه الخبر ، فأمره بقتلهما ، فقتلا في يوم واحد ، واستقامت خراسان كلها لخوارزم شاه ، وانقرضت الدولة الغورية بقتل غياث الدين هذا .
وكانت من أحسن الدول ، وأكثرها جهادا ، وكان غياث الدين هذا عادلا كريما حليما ، من احسن الملك سيرة ، وأكرمهم أخلاقا ، وهو آخر ملوك الدولة الغورية ، وكان ابتداء هذه الدولة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، وانقراضها في سنة خمس وستمائة ، فتكون مدتها ثلاثا وأربعين وخمسمائة ، وانقراضها في سنة خمس وستمائة ، فتكون مدتها ثلاثا وستين سنة تقريبا ، وربما ظهرت قبل هذا التاريخ ، وإنما انتشرت واشتهرت وتمكنت في سنة ثلاث وأربعين . فلذلك جعلنا ابتداءها فيها . وعدة من ملك منهم عشرة ملوك ، وهم محمد بن الحسين وهو ين الحسن ملك ببلاد الغور قبل سنة ثلاث وأربعين ، ولم أظفر بابتداء ملكه ، فاذكره في سنته ، ثم ملك بعده أخوه سام بن الحسين ، ثم ملك بعده أخوه سوري بن الحسين ، ثم ملك بعده أخوه الحسين ، وهو أول من علا ذكره ، وطار اسمه ، وتمكَّنت دولته ، ثم ملك بعده ابنه سيف الدين محمد بن الحسين ، ثم

الصفحة 67