كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
الباب العاشر من القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار ملوك العراق ، وما والاه وملوك الموصل والديار الجزيرية ، والبكرية والبلاد الشامية ، والحلبية ، والدولة الحمدانية ، والديليمية البويهية ، والسلجوقية ، والأتابكية
ذكر اخبار الدولة الحمدانية
وهذه الدولة كانت بالموصل . وديار ربيعة ، وديار بكر ، والثغور ، وحلب ، وجد ملوكها الذين ينسبون إليه هو مكابد المحل حمدان بن الحرث بن لقمان بن راشد بن رافع بن مسعود التغلبي العدو ، إنما سمى الأمير حمدان مكابد المحل لأن الموصل أجدبت في بعض السنين حتى عدم القوت بها ، فمات الناس أجمع سنتين إلى أن أغيثوا ، ففيه يقول الشاعر : مازلت في قيظ المعيشة جاهداً حتَّى دعيت مكابد المحل وكان لحمدان أبناء كثيرون . منهم الأمير أبو الهيجاء عبد الله ، والمملكة في أولاده .
ذكر ابتداء امارة أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون بالموصل
كان ابتداء إمارته في سنة اثنتين وتسعين ومائتين . وذلك أن الخليفة المكتفى الله استعمله على الموصل وأعمالها في هذه السنة ، فسار إليها وقدمها في أول المحرم ، فأقام بها يوما واحدا ، وخرج من الغد بمن قدم معه وبمن فيها ، فأتاه الصريخ من نينوا أن الأكراد الهذانية ، ومقدمهم محمد بن بلال قد أغار على البلد ، فسار من

الصفحة 69