كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
إلى بست ، وركب المفازة نحو الري ليقصد قلعة ألموت التي بها أهله وأمواله ، فانقطع عنه بعض أصحابه ، والتحق بمرداويج واعلمه بخبره ، فخرج مرداويج من ساعته في أسره وقدم بعض قواده بين يديه ، فلحقه القائد ، ونزل ليستريح ، فسلم عليه بالإمرة ، فقال له أسفار : لعلكم اتصل بكم خبري ، وبعثت في طلبي قال : نعم ، فضحك ، ثم سأل القائد عن قواده الذين خذلوه ، فأخبر أن مرداويج قتلهم ، فتهلل وجهه ، وقال كانت حياة هؤلاء غصة في حلقي ، وقد طابت الآن نفسي ، فامض لما أمرت به ، وظن أنه أمر بقتله ، فقال ما أمرت به فيك بسوء ، وحمله إلى مرداويج ، فقتله ، وانصرف إلى الريّ .
وقيل في قتله : إنه لما قصد ألموت نزل في دار هناك ، واتفق أن مرداويج خرج إلى الصيد فرأى خيلا يسيرة ، فسيَّر من يكشف خبرها ، فوجد رجل أسفار ، فقبض عليه ، وذبحه بيده ، وقيل : بل دخل أسفار إلى رحآ وقد نال منه الجوع ، فطلب من الطحّان ما يأكله ، فقدم إليه خبزا ولبنا ، فينما هو يأكل وغلام له ليس معه غيره ، إذ أقبل مرداويج إلى تلك الناحية في طلبه ، فأشرف على الرحآ فرأى أثر الخيل ، فوصل إلى الرحآ ، وأخذه وقتله .
ذكر ملك مرداويج
وهو الثاني من ملوك الدولة الديلمية الجيلية . كان ابتداء ملكه عند هرب أسفار ، ولما قتله عاد إلى قزوين ، وأحسن إلى أهلها ، ووعدهم الجميل ، وتمكن ملكه ، وتنقل في البلاد ، وملكها مدينة بعد أخرى ، وولاية بعد ولاية ، فملك قزوين ، والري ، وهمذان ، كنكور ، والدينور ، وبروجرد ، وقم ، وقاجان ،

الصفحة 7