كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 70 """"""
وقته ، وعبر الجسر إلى الجانب الشرقي ، فلحق الأكراد بالعربة على الخازر ، فقاتلوه فقتل رجلٌ من وجوه أصحابه اسمه سيما الحمداني ، فعاد عنهم ، وكتب إلى الخليفة يستمده ، فأتته العساكر بعد شهور ، فسار في شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين إليهم ، وكانوا قد اجتمعوا في خمسة آلاف بيت ، فلما عاين الأكراد الجيش قصدا جبل السلق ، وامتنعوا به وهو جبلٌ عالٍ مشرفٌ على الزاب ، وجاء مقدمهم إلى أن قرب من أبي الهيجاء ، وراسله في الحضور عنده ، وأن يرهن أولاده عنده ، ويتركون القتال ، فأجابه أبو الهيجاء إلى ذلك ، ورجع محمد بن بلال ليأتي بالرهائن ، فحث أصحابه على المسير نحو أدربيجان ، فبلغ بن حمدان خبره ، فأراه النجدة التي وصلت إليه من قبل الخليفة على المسير معه ، قتثبطوا عنه ، فسار عبد الله بأصحابه يقفوا أثر الأكراد ، فلحقهم وقد تعلقوا بالحبل المعروف بالقنديل ، فقتل منهم جماعة ، وانصرف عنهم ، ولحق الأكراد بأذربيجان ، ورجع عبد الله إلى الموصل ، ثم خرج إلى الأكراد ، وحاصرهم بجبل السلق أشد حصار ، فنجا محمد بن بلال بأهله وأولاده ومن لحق بهم ، واستولى عبد الله على بيوتهم وسوادهم وأموالهم أهليهم ، فطلبوا الأمان فأمنهم ، وأبقى عليهم وردهم إلى بلدهم ، ورد عليهم أموالهم ، وقتل منهم قاتل أصحابه سيما ، وأمنت البلاد معه ، وأحسن السيرة في أهلها ، ثم حضر إليه محمد بن بلال بأمان ، وأقام بالموصل ، وتتابع الأكراد الحميدية أهل جبل داسن إليه بالأمان ، فأمنت البلاد ، واستقامت ، ولم تزل كذلك إلى سنة إحدى وثلاثمائة
؟ ؟ ؟
ذكر مخالفة عبد الله بن حمدان ورجوعه إلى الطاعة
وفي سنة إحدى وثلاثمائة خالف الأمير أبو الهيجاء عبد الله على الخليفة المقتدر بالله ، فثار ، به أهله ، ونهبوا داره ، فكتب إلى بني تغلب ، فأتوه فدخل الموصل ،

الصفحة 70