كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 71 """"""
وأوقع بأهلها وقتل منهم فأرسل إليه الخليفة مؤنسا المظفر في جيش ، فقصده أبو الهيجاء واستأمن له ، وأظهر الطاعة ، وقال : إنه ما فارقها ، وسار معه إلى بغداد ، فخلع المقتدر عليه ، وولى مكانه نحرير الصغير ولاه مؤنس المظفر .
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
ذكر القبض على بني حمدان واطلاقهم
وفي سنة ثلاث وثلاثمائة قبض الخليفة المقتدر بالله على أبي الهيجاء ابن حمدان ، وجميع إخوته وحبسهم ، وكان سبب ذلك أخاه الحسين بن حمدان خرج عن الطاعة ، وكان بالجزيرة ، فسير إليه الخليفة جيشاً ، وكان بينهم حروب كان آخرها أن الحسين أسر أحضر إلى بغداد ، فقبض المقتدر على جميع إخوته وأهله ، وحبسهم واستمروا في الحبس بدار الخليفة إلى سنة خمس وثلاثمائة فأطلقوا . وفي سنة ثمان وثلاثمائة خلع المقتدر بالله على أبي الهيجاء بن حمدان ، وقلَّده طريق خراسان ، والدَّينور ، وخلع على أخويه أبي العلاء وأبي السرايا . وفي سنة عشرة وثلاثمائة . أسر القرامطة أبا الهيجاء بن حمدان ، ثم أطلقوه ، وقد تقدم ذكر ذلك في أخبار القرامطة . وفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة ضمن أبو الهيجاء أعمال الخراج الضياع بالموصل وقردي وبازبدي ، وما مع ذلك مضافا إلى ما بيده من ولاية طريق خراسان ، وغيرها ، وكان هو مقيما ببغداد وابنه ناصر الدولة يخلفه بالموصل ، وأقام على ذلك إلى أن قتل في يوم الاثنين سابع عشر المحرّم سنة سبع عشرة وثلاثمائة عند خلع المقتدر بالله وبيعة القاهر على ما شرحناه مبينا في خلافة المقتدر بالله .
وكان القاهر بالله لما بويع بالخلافة في النصف من المحرم اختص بأبي الهيجاء حمدان ، فلما ثار الجند بعد يومين من بيعته كان أبو الهيجاء عنده ، فبادر بالقيام ليخرج ، فتعلق القاهر بأذياله ، واستجار به ، فحملته الحمية العربية على الثبات ، ودخل الأجناد على القاهر وهو وأبو الهيجا يتخللان القاعات حتى حصرا بقاعة ، فدخل عليهم الجند من بابها ، فجرد أبو الهيجاء سيفه ، وأوقف القاهر وراءه ، وصار يحمل