كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
على الأجناد ، فيردهم إلى الدهاليز ، ثم يعود ويعودون ، فصعد بعض الجند إلى أعلى القاعة ، ورموه بالنشاب إلى أن مات . هذا أحد ما قيل في صفة قتله . وكان شجاعاً فاتكا كريما محبوبا إلى الخلفاء والأمراء ، وخلف من الأولاد : أبا محمد الحسن ، وأبا الحسين علي ، وأبا العطاف خير ، وأبا زهير . والمملكة من هؤلاء في الحسن وعلي وعقبهما ، واستبد ابنه الحسن بالأمر على ما نذكره بعد ذكرنا لأخبار عمه الحسين بن حمدان .
أخبار الحسين بن حمدان بن حمدون ، وهو أخو أبي الهيجاء
كان الحسين هذا من أمراء بني حمدان المشهورين ولي قمّ وأعمالها ، والموصل ، والجزيرة ، وغير ذلك من الأعمال الجليلة ، وكان شجاعاً ، سفاكاً ، ذا همّة عالية ، اجتمع عنده نيِّف وعشرون طوقا من خلع الخلفاء كلّ طوق منها لقتله خارجيّاً ، ولم يزل عند الخلفاء يعدّ للمهمات إلى أن خالف على المقتدر بالله في سنة ثلاث وثلاثمائة . وكان إذ ذاك بالجزيرة ، وجمع نحواً من عشرة آلاف ، فبعث المقتدر لحربه رائقاً الحجري في جيش كثيف ، فانهزم الحسين ، وقصد ابن أبي الساج بأذربيجان ، ومرَّ على أرزن فخرج إليه واليها ليردَّه ، فهزمه الحسين ، وكان مؤنس المظفَّر بالقرب من أرزن ، فبعث إليه من أدركه ، وقبض عليه ، وأدخل إلى بغداد ، وهو مشهور علة جمل في زي شنيع وابنه كذلك ، وقبض عند ذلك على سائر إخوته ، وهم أبو الهيجاء ، وأبو العلاء سعيد ، وأبو السرايا ، وأبو الوليد ، وحمدون ، واعتقلوا في دار الخلافة ، ولم يترك منهم إلا داود ، وأقام الحسين في الحبس إلى أن عزم الخليفة على إخراجه في سنة خمس وثلاثمائة وتوليته مقدمة الجيش لمحاربة يوسف بن أبي الساج ، فلم يفعل ، وامتنع ، وقال : الساعة لما احتجتم لي ، فغضب الخليفة لذلك ، وأمر قاهرا الخادم أن

الصفحة 72