كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
الدّيلمى ، وقلد عبد الله بن أبي العلاء المقتول والده نصيبين وعاد إلى بغداد ، وانتهى الخبر إلى ناصر الدولة ، فخرج من أرمينية ، وقد أطاعه سائر ملوكها وجبى خراجها ، وقصد الجزيرة وبها ما كرد ، فكاتب ما كرد من كان مع ناصر الدولة من الأمراء ، ووعدهم عن الوزير ابن مقلة ، فاستأمنوا إليه ، وفارقوا ناصر الدولة ، فانفصل عن الجزيرة كالمنهزم وراسل علي بن أبي جعفر الديلمى وهو مع علي بن خلف بالموصل ، ووعده الجميل والإحسان إليه ، فأفسد من مع ابن طياب ، ووصل ناصر الدولة إلى الموصل ودخلها ، فاستأمنوا إليه ، وخرج بن طياب هارباً في ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، ثم جهز ناصر الدولة الجيوش مع علي بن أبي جعفر إلى الجزيرة لقتال ما كرد ، وإخراجه منها ، فلما قرب منها ، فارقها ما كرد وسار إلى نصيبين ، واستنجد بأبي ثابت العلاء بن المعمر ، فجمع له ، العرب وأنجده ، فكتب علٌّي لناصر الدولة بالخبر بأخيه سيف الدولة على بن عبد الله ، وأمر علي بطاعته ، ثم سار ناصر الدولة بنفسه تابعاً لأخيه وقاتل ما كرد وأبا ثابت ، فقتل أبو ثابت ، وهرب ما كرد إلى الرقة ، وانهزمت بنو حبيب بعد مقتل أبي ثابت إلى بلاد الروم وتنصروا إلى الآن ، واستقامت مملكة الموصل ، وديار ربيعة ، ومضر لناصر الدولة ، وفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة خرج الخليفة الراضي بالله ، ومعه بجكم طالباً الموصل ، فأخرج ناصر الدولة جيشه مع ابن عمه الحارث بن سعيد ، فلما التقى الجيشان ، وقع في جيش ناصر الدولة أنه استأمن ، فانهزموا إلى ناصر الدولة ، فدخل الموصل في ليلة الجمعة لليلتين بقيتا في المحرم ، وصلى الجمعة ، ثم خرج من الموصل ، ودخلها بجكم يوم السبت ، وسار ناصر الدولة إلى الخالدية ثم رحل منها يريد برقعيد ، وبقى بها جماعة من أهله ، ووافى بجكم

الصفحة 74