كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
كتَّابه : دنجا بن إسحاق ، كان كاتب المطيع لله ، أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي ، وأبو الحسن الباهلي ، وبهلون بن هاشم ، وأبو القاسم بن مكرم .
؟ ؟
ذكر أخبار سيف الدولة
هو أبو الحسن على بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون . كان في ابتداء أمره في خدمة أخيه ناصر الدولة إلى أن دخلت سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، فانفرد سيف الدولة بديار بكر ، والسبب في ذلك أن علي بن أبي جعفر الديلمي لما استأمن إلى ناصر الدولة كما ذكرناه ، وخرج على علَّي بن خلف بن طياب سأله أن يولِّيه الجزيرة عند إخراج ما كرد منها ، فاعتذر عنها ، وكان أحمد بن نصر القنسوري بديار بكر في عدّة قليلة ، فجهز ناصر الدولة مع علي ابن أبي جعفر جيشاً ، وأمره أن يسير إلى ديار بكر ، فانصرف أحمد ابن نصر عنها ، ودخلها عليّ بن أبي جعفر ، وسكن أرزن ، وأقام الدعوة لناصر الدولة ، وهو في خلال ذلك يحصِّن البلد ، ويستكثر من الرجال والأجناد ، فنمى الخبر إلى ناصر الدولة ، فلم يأمن شرِّه ، وأمره بالقدوم عليه ، فأبى ذلك ، وأظهر العصيان ، فندب ناصر الدولة عند ذلك أخاه سيف الدولة لحربه ، وقال له : إن فتحت ديار بكر ، وقبضت على علّي الديلمى ، ملَّكتك بلادها وقلاعها من غير أن تحمل عنها شيئاً لخليفة ، ولا لغيره ، فسار سيف الدولة في ألف فارس ، فتحصَّن منه في قلعة أرزن وهي المعروفة بحصن العيون ، فنزل سيف الدولة تحتها على النهر المعروف بسربط ، وحصر عليا بها ، فبعث الديلمىّ حاجبه بدر الجستاني إلى ابن يرنيق ملك أرمينية ، وإلى سائر بطارقتها يستنجد بهم على سيف الدولة ، فاتَّصل خبر الحاجب بسيف الدولة ، فرصده عند عوده ، فقبض عليه ، فسأله الديلمى الأمان على أن يمضي إلى بغداد ، أو يبقى في خدمته ، فأجابه إلى ذلك ، وحلف له ، ونزل إليه وسلَّم القلعة ، فوفّى له سيف الدولة ، وأقام عليّ في خدمته إلى أن استأمن إلى ابن رائق ، وملك سيف الدولة بعد ذلك جميع بلاد أرمينية وما جاور بلاد بكر ، ثم ملك حلب وانتزعها من يد الأخشيدية ، ثم قلِّد بعد ذلك الثغور الجزيرية ، وهي طرسوس ، وعين زربة ، والمصيصة ، وما جاورهم من