كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 79 """"""
يجب إلى ذلك ، وقال : جوابك إذا دخلت مصر إن شاء الله . ثم جرت بينهما أمور ، واتَّفقا على أن يكون لسيف الدولة حمص ، وحلب ، وما بينهما ، وأفرج عن دمشق ، وتزوج بابنة أخي الإخشيد . ثم مات الإخشيد عند رجوعه على ما نذكره في أخباره ، وذلك في المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، فمضى سيف الدولة إلى دمشق ، واستأمن إيه جماعة منهم : يانس المونسى ، وأقام بها . ثم سار لحرب كافور الإخشيدي ، فنزل اللَّجون والإخشيدية بقربه ، والتقوا ، فانهزم جيش سيف الدولة ، ورجع هو إلى دمشق ، فأخذ والدته وخاصَّته وأمواله ، وسار إلى حلب ، ثم وقع الصّلح بينهم في سنة ست وثلاثين على ما وقع بينه وبين الأخشيد أولاً .
وفي فتح سيف الدولة دمشق يقول الخالديان :
ياسيف الدولة آل النبي . . . حويت العلا دولة وابتداء
ليهنك أنَّك داني الندا . . . ومجدك فوق النجوم اعتلاء
وأنَّك لما ملكت الملوك . . . تكبرَّت أن تلبس الكبرياء
ولما حويت العراق انكفيت . . . إلى عرصات الشام انكفاء
وجزت دمشق فطهرتها . . . وأبدلتها بالظلام الضياء
وما مصر عنك بممنوعة . . . إذا ما استعنت عليها القضاء
وفي سنة ست وثلاثين ظفر سيف الدولة القرمطي الملقب بالهادي ، واستنفد أبا وائل .
وفي سنة إحدى وأربعين بني سيف الدولة مرعش ، فسار إليه الدمستق ، فأوقع به سيف الدولة . وفي سنة اثنتين وأربعين فتح حصن العريمة ، وأخرب مدينة ملطية ،

الصفحة 79