كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 8 """"""
وجرباذقان وغيرها ثم أساء السيرة في أهل أصفهان خاصة ، واخذ الأموال ، وهتك المحارم ، وطغى وتجبر ، وعمل سريرا من ذهب يجلس عليه ، وسرراً من فضة يجلس عليها أكابر القواد ، وإذا على السرير يقف عسكره صفوفا بالبعد منه ، ولا يخاطبه أحد غير الحجاب الذين رتبهم لذلك ، وخافه الناس خوفا عظيما .
ذكر ملك طبرستان وجرجان
وقد ذكرنا أن مرداويج كان قد كاتب ما كان ، وطلب منه المعاضدة على أسفار وموافقة ما كان له ، فلما ملك مرداويج ، وقوى أمره طمع في طبرستان ، وجرجان ، وكانتا مع ما كان ، فجمع عساكره ، وسار نحو طبرستان ، فاستظهر على ما كان ، واستولى على البلد ، ورتب فيها أبا القاسم بن باحين ، وهو اسفهسلار عسكره ، وكان حازما شجاعا جيد الرأي ، ثم سار مرداويج نحو جرجان ، وكان بها من قبل ما كان شيرزيل ابن سلار وياغلى بن ترلى ، فهربا من مرداويج ، فملكها ، ورتب فيها سرجان نائبا عن أبى القاسم ، فاجتمع لأبي القاسم جرجان ، وطبرستان ، وعاد مرداويج إلى أصفهان ، وسار ما كان إلى الديلم واستنجد بأبي الفضل الثائر بها ، فأكرمه ، وسار معه إلى طبرستان ، فلقيهما نائب مرداويج ، وتحاربوا ، فانهزم ما كان والثائر ، فعاد الثائر إلى الديلم ، وقصد ما كان بنيسابور ، ودخل في طاعة السعيد الساماني صاحب خراسان ، واستنجد به ، فأمّده بأكثر جيشه ، فالتقوا ، فانهزم أبو علي وماكان ، وعاد إلى نيسابور ، وعاد ما كان إلى الدمغان ليملكها ، فمنعه نائب مرداويج بجرجان من ذلك ، فعاد إلى خراسان . وهذه الوقائع كلها ساقها أبن الأثير الجزري في تاريخه الكامل في حوادث سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وما أظنها في هذه السنة خاصة ، بل فيها وفيما بعدها ، لكنه والله أعلم قصد أن يكون الخبر سياقة حتى لا ينقطع ، وهذا كان دأبه في كثير من الوقائع ، وهو حسن .