كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 81 """"""
الدمستق على البلد بما فيها ، ثم فارقها ، ورجع سيف الدولة إليها ، وقد ذهب أكثر أمواله ، فبعثت له أخته هدية من ميَّا فارقين كان من جملتها مائة ألف دينار .
ذكر وفاة سيف الدولة
كانت وفاته رحمه الله في الضحى من نهار الجمعة لخمس بقين من صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وكان مولده في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة ، فكان عمره اثنين وخمسين سنة وشهرين وثمانية أيام ، وكانت مدة ملكه نحواً من ثلاثين سنة ، وكان شجاعاً كريماً معجباً بارائه محباً في الفخار والبذخ مظفراً في حروبه جائراً على رعيته ، اشتد بكاء الناس منه وعليه ، وكان له من الأولاد خمسة . وهم : أبو الهيجاء عبد الله ، توفي في حياة أبيه في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة . وأبو البركات وهو أكبرهم ، توفي في حياة أبيه في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة . وأبو المعالي شريف ، وهو الذي ملك بعد أبيه . وأبو المكارم مات في حياته . وست الناس ابنته .
كتابه : أبو الحسن علي بن الحسين المغربي والد الوزير وأبو محمد بن الفياض . وأبو إسحاق محمد أحمد القراريطي . وأبو الفرج محمد بن علي السرّمرّائيّ ، وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن فهد الموصلي وغيرهم .
حجابه : نجا غلامه ، وقرعوية ، وبقى .
فهذه الطبقة الثانية من آل حمدان . فلنذكر الطبقة الثالثة منهم .
ذكر أخبار عدة الدولة الغضنفر
وهو أبو تغلب الغضنفر ابن ناصر الدولة أبي محمد الحسن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون . ملك الموصل ، وما كان بيد أبيه عند قبضه على والده ناصر الدولة في ليلة الثلاثاء لستًّ بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، وأطاعه سائر إخوته إلا أبو المظفر حمدان ، وهو الذي يليه في العمر . وكان ناصر الدولة قد قلده الرحبة ، ولما مات عمه سيف الدولة سار إلى الرقة ونصيبين ، فملكها ، وسوَّغه والده ارتفاع جميع تلك البلاد . فكتب أبو المظفر إلى أخيه أبي تفلب يأمره بإطلاق والدهما