كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 83 """"""
سنجار . ثم تقرر الصلح بينهما على أن يفرج أبو تغلب لأخيه حمدان عن ضياعه التي كان قبض عليها ، فأجاب إلى ذلك ، وأفرج له عنها ، واستقر ملك الغضنفر بالموصل إلى أن ملك عضد الدولة بن بوبه بغداد ، وأخرج ابن عمه عز الدولة بختيار إلى الشام وشرط عليه ألا يتعرض إلى بلاد عدة الدولة الغضنفر ، فأجاب إلى ذلك ، وسار وصحبته حمدان بن ناصر الدولة فلما وصل مبكراً أفسد حمدان نيته ، وحرضه على طلب بلاد أخيه أبي تغلب ، فعزم على ذلك ، وسار فنزل تكريت ، فوصل إليه علي بن عمر الكاتب بهدية من أبي تغلب ، وصحبه في الطرق ، فلما خلا به أفسد بينه وبين حمدان وعرفه أن مصالحة أبي تغلب بإفسادحمدان هي الرأي الصريح ، وذكر أنه سلم حمدان إلى أبي تغلب عاضده على إخراج عضد الدولة من العراق وأعاد مملكته إليه ، ولم يزل يغريه إلى أن بعث لأبي تغلب ، وأخذ عليه العهود بذلك ، وقبض عند ذلك على حمدان ، وسلمه لأبي تغلب ، وأخته جميلة ، فحسباه ، ثم قتلاه صبراً ، وهرب ولده أبو السرايا إلى عضد الدولة ببغداد .
ذكر فساد حال عدة الدولة وزوال ملك بني ناصر الدولة وما ان من أمر عدة الدولة إلى أن قتل
قال : ولما قتل أخاه جمع الجموع لنصرة عز الدولة بختيار وجمع بختيار أيضاً ، وسارا إلى بغداد وخرج عضد الدولة ، فنزل الحصن غربي سامرا ، ونزلا تجاهه ، وباكروا القتال في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من السنة ، وبعث الجيوش في طلب أبي تغلب عدة الدولة ، ومحمد ابن عمه معز الدولة ، فتنقل أبو تغلب في البلاد من مدينة إلى أخرى ، والجيوش تطلبه إلى أن سار إلى حصن زياد ، وكاتب ملك الروم قلاروس المنعوت بورد يستنجده ، وكان ورد قد خرج عليه ملك آخر ، وانقضت عنه جموع الروم ، فبعث إلى أبي تغلب يسأله اللحاق به ليلقى الخارج عليه ، فإن نصر عليه عاد معه لنصرته ، فبعث إليه أبو تغلب قطعة من جيشه ، ثم عاد نزل بآمد وأقام بها قريبا من شهرين ، فاستولى عضد الدولة على ميافارقين والجزيرة ، وسائر بلاد عدة الدولة ففارق آمد عند ذلك ، وسار إلى دمشق ، وملك عضد الدولة آمد والرحبة ، وسائر بلاد بني حمدان إلا ما كان في يد سعد الدولة بن

الصفحة 83