كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 84 """"""
سيف الدولة ، فإنه لم يتعرض إليه كحلب ، وديار مضر ، وربيعة ، وما والاها من الحصون والبلاد لخدمة خدمه بها سعد الدولة ، ثم ملك عضد الدولة بعد ذلك قلاع أبي تغلب التي فيا أمواله وذخائره وهي من جانب دجلة الشرفي على طريق الجزيرة .
قال : ولما وصل أبو تغلب إلى دمشق وجد قسَّام العيّار متغلباً عليها ، فنزل بظاهرها ، وكتب إلى العزيز خليفة مصر يسأله أن يوليِّه الشام ، فخاف العزيز عاقبته ، وكاتبه بأن يفعل ذلك ، ويأخذها من قسّام ، وكاتب قسّام ألاَّ يسلِّم إليه البلد ، فطال الأمر على أبي تغلب ، وضجر من تردد الرسائل ، واجتمع معه بنو عقيل ، فسار وقصد الرملة ، وذلك في المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة ، فهرب دغفل بن الجراح منه ، ثم حشد ، وجمع ، وقصد الرملة ، والتقى مع أبي تغلب على باب الرملة في يوم الإثنين لليلة خلت من صفر سنة تسع وستين ، فانهزم بنو عقيل ، وسائر من مع عدة الدولة ، ولم يبق معه إلا غلمانه ، وهم نحو سبعمائة فارس ، فانهزم بهم ، وأدركته الخيل ، فثنى وجهه لقتالهم ، فقتل فرسه ، وأسره سبع الطائي وهو ابن عم لد غفل بن الجراح ، وسلمه إلى دغفل ، فقتله في يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة ؛ وكان مولده يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وكانت مدة ملكه إلى حين انفصاله عن آمد نحواً من اثنتي عشرة سنة . وكان له من الأولاد . أبو الهيجاء أحمد ، وأبو الفتح نصر الله .
كتابه : أبو موسى النصراني . وقرة بن ديما . وأبو الحسن علي بن عمر بن ميمون . وعلي بن عمر بن عمر .
فلنذكر أخبار أولاد سيف الدولة :
ذكر أخبار سعد الدولة
هو أبو المعالي شريف بن سيف الدولة أبي الحسن علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون . ملك حلب وديار بكر ، وغير ذلك مما كان بيد والده سيف الدولة بعد وفاته في يوم الجمعة لخمس بقين من صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، ولما توفي والده سيف الدولة بحلب كان سعد الدولة بديار بكر ، فاجتمعت غلمان أبيه : قرعون . وبقي . وبشاره ، وغيرهم على تقديمه ونصرته ، وضبط قرعويه حلباً نيابة عنه ، وبعث بتابوت مولاه إلى ديار بكر مع بقى وبشارة الخادم في جمادى الأولى من السنة وكان