كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 90 """"""
ومن العجب أن والده سيف الدولة الأيمن ، فاجتمع منهما مفلوج ، وكانت مدة ملكه خمساً وعشرين سنة وتسعة أشهر ، وكان له من الأولاد . أبو الفضائل وهو الأكبر . وأبو الهيجاء .
كتابه : أبو الحسن المغربي والمصيصي وغيرهما .
حاجبه : لؤلؤ الكبير الجراحي وغيره . والله أعلم .
ذكر أخبار أبي الفضائل بن سعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون
ولي بعد وفاة أبيه في يوم الأحد لخمس بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وذلك أن والده سعد الدوّلة لما أدركته الوفاة عهد إليه ، وأوصى لؤلؤاً الجراحي ، وجعله مدبر جيشه ، وأوصاهما بالسيدة ستَّ النساء ، وبولده أبي الهيجاء عبد الله الأصغر .
ذكر ما كان بين لؤلؤ الجراحي وبين العزيز نزار صاحب مصر
وفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وصلت جيوش العزيز نزار صاحب مصر لمحاصرة حلب ، وسبب ذلك أن ابن المغربي لما انهزم من سعد الدولة إلى الكوفة عند القبض على آل بكجور كاتب العزيز يستأذنه في الانضمام إليه ، والانحياز إلى جهته ، فأذن له . فسار إليه ، ودخل القاهرة في يوم الخميس النصف من جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وبلغ عند العزيز مرتبة عظيمة حتى صار يستشيره في عظائم الأمور ، ويأتمنه على الأسرار ، فلما بلغه وفاة سعد الدولة حسّن للعزيز أن يبعث جيشاً إلى حلب ، وكان العزيز قد بعث بمنجوتكين التركي في جيش إلى دمشق في تاسع شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ، وأمره بحرب منير الذي كان قد تسَّلم دمشق من بكجور ، ولأنه كان قد عصى على العزيز ، فأمره أنه إذا أخذ دمشق يمضي إلى حلب ، واستكتب العزيز بن المغربي ، فسار إلى دمشق ، وهزم منيراً ، واستولى على البلد للعزيز ، وأقام بها إلى أن انسلخت نة إحدى وثمانين ، وسار إلى حلب ، وكان لؤلؤ قد كتب إلى بسيل ملك الروم ، وعقد بينه وبين أبي الفضائل بن سعد الدولة كما كان بينه وبين أبيه ، فأمر بسيل البرجي صاحب أنطاكية ، أن يكون ظهراً لأبي الفضائل على كل من يقصده ، وينجده متى طلبه ، ولما نزل منجوتكين على حلب

الصفحة 90