كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 92 """"""
وانقرضت الدولة الحمدانية بعد أبي الفضائل ، وكانت مدة هذه الدولة منذ ولى أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان ابن حمدون ولاية الموصل في سنة اثنتين وتسعين ومائتين إلى أن استقل لؤلؤ الجراحي بالملك بعد أبي الفضائل في سنة أربع وأربعمائة مائة سنة واثنتا عشرة سنة تقريباً . وعدة من ملك منهم ستة ملوك ، وهم : أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان . ثم ابنه ناصر الدولة أبو محمد الحسن ، ثم أخوه سيف الدولة أبو الحسن علي . وعدّة الدولة الغضنفر أبو تغلب بن ناصر الدولة ، وسعد الدولة أبوالمعالي شريف بن سيف الدولة . ثم أبو الفضائل بن سعد الدولة ، وعليه انقرضت دولتهم من سائر البلاد ، وكان ملك هذه الدولة بعد وفاة أبي الهيجاء عبد الله في فخذين : الفخذ الأول منها : في ناصر الدولة أبي محمد الحسن وبنيه ، وقاعدة ملكهم الموصل ، وآمد وديار ربيعة ، وسنجار ، وما معها بخروج أبي تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة من آمد كما ذكرنا ، وافترق بعده أبناء ناصر الدولة ، فبعضهم دخل في طاعة الأمير عضد الدولة ، وبعضهم دخل في طاعة العزيز نزار صاحب مصر ، وعضهم التحق بابن عمهم أبي المعالي شريف بن سيف الدولة ، فممن سار إلى الديار المصرية : أبو عبد الله الحين بن ناصر الدولة ، وأخوه أبو المطاع ذو القرنين ، وولد للحيين بمصر ولده الحسن وهو المنعوت ناصر الدولة ، تمكن ناصر الدولة الحسن هذا من دولة المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله صاحب ملك مصر تمكناً عظيماً ، وقاد الجيوش ، وعظم شأنه ، ونفذت أوامره حتى لم يبق للمستنصر معه بالديار المصرية إلا مجرد اسم لخلافة . ثم لم يرض ناصر الدولة بذلك ، ولا اقتصر عليه ، ولا قنع به إلى أن حصر المستنصر في قصره ، وجرى له معه وقائع ، نذكرها إن شاء الله تعالى في أخبار المستنصر بالله ، ونذكر هناك أيضاً مقتل ناصر الدولة هذا . وكان مقتله في شهر رجب من شهور خمس وستين وأربعمائة بداره بمصر ، وهي الدار المعروفة بمنازل العز التي هي الآن مدرسة لطائفة الفقهاء الشافعية ، ولم يذكر بعد ناصر الدولة هذا أحد من آل حمدان بولاية فنذكره . فهذا الفخذ الأول . والفخذ الثاني منها : في سيف الدولة أبي الحسن علي وبنيه ، وقد تقدم ذكرهم رحمهم الله تعالى .
انتهت أخبار الدولة الحمدانية بعون الله تعالى . فلنذكر أخبار الدولة الديلمية البويهية .