كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 93 """"""
ذكر الدولة الديلمية البويهية وابتداء أمر بويه ، ونسبه ، وكيف تنقلت به وببنيه الحال إلى أن استولوا على الأقاليم والممالك . وسياقة أخبارهم إلى أن انقضت دولتهم
ذكر ابتداء حال بويه ، ونسبه ، وما كان من أمره
هو أبو شجاع بويه بن فنَّاخسرو بن تمام بن كوهى بن شيرزيل الأصغر بن شير كنده بن شبيرزيل الأكبر بن شيران شاه بن شيرويه بن سنان بن شيش فيروز بن شيروزيل بن شيسناد ابن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن سابور ذي الأكتاف فهم من الفرس ، وإنما نسبوا إلى الديلم لطول مقامهم ببلادهم ، ولذلك لم نذكرهم عند ذكرنا لأخبار الدولة الديلمية الجيلية .
وأما ابتداء حال بويه فقد نقل جماعة من المؤرخين أنه كان صيّاداً يعيش من صيد السمك ، ثم تنقلت به الحال إلى أن خدم جندياً ، وخرج مع الناصر للحق الحسن بن علي العلوي ، وكان يلحظه بعين التقدّم لشجاعته ، وكان له خمسة أولاد المشهور منهم ثلاثة ، وهم : عماد الدولة أبو الحسن علي ، وركن الدولة أبو علي الحسن ، ومعزّ الدولة أبو الحسين أحمد ، فهؤلاء الذين ملكوا البلاد على ما نذكره إن شاء الله تعالى ، وكان له ابنان غير هؤلاء ، وهما : محمد ، وإبراهيم قتل أحدهما مع الناصر للحق ، والآخر مع الحسن بن القاسم الداعي .
وحكى ابن الأثير في تاريخه الكامل : أن زوجة بويه ماتت ، وخلفت له ثلاثة بنين ، فاشتد حزنه عليها ، فحكى شهريار رستم الديلمي قال : كنت صديقاً لأبي شجاع بويه ، فدخلت إليه يوماً ، فعذلته على كثرة حزنه ، وقلت له : أنت رجل تحتمل الحزن ، وهؤلاء المساكين أولادك يهلكهم الحزن ، وسليته جهدي ، وأخذته ففرحته ، وأدخلته ، ومعه أولاده إلى منزلي ، فأكلوا طعاماً ، وشغلته عن حزنه ، فبينهما هم كذلك إذ اجتاز بنا رجل يقول عن نفسه : إنه منجم ، ومعزم ، ومعبر للمنامات ، ويكتب الرّقى والطلَّسمات ، وغير ذلك ، فأحضره أبو