كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
إلى مرداويج بن زيار ، ومعه أخواه ، فولاه مرداويج الكرج ، وقلد جماعة القواد المستأمنة الأعمال ، وكتب لهم العهود ، وساروا إلى الري ، وبها وشمكير بن زيار أخو المرداويج ، ومعه الحسين بن محمد الملقب بالعميد ، وهو والد أبي الفضل الذي وزر لركن الدولة بن بويه ، فلما وصل عماد الدولة إلى الرىّ عرض بغلة للبيع ، فبلغت ألفي وثمانمائة درهم فعرضت على العميد ، فاستجادها ، وقصد أن يبتاعها ، فخلف عماد الدولة أنه لا يأخذ لها مناً ، وتابع بعد ذلك مواصلة العميد وبره ، فبلغ عنده مبلغاً عظيماً ، وتمكن منه . قال : وكان مرداويج قد تعقب رأيه في تولية عماد الدولة الكرج ، وفي تولية القواد المستأمنة إليه لقرب عهدهم بصحبة ما كان ، فكتب إلى أخيه ، وإلى العميد : بأن يمنعا عماد الدولة من النفوذ إلى الكرج إلا أن يكون قد فات ، وكان الرسم جارياً أن يقرأ العميد الكتب ، ثم يوقف وشمكير عليها بعد ذلك ، فلما قرأها بعث إلى عماد الدولة يأمره أن يبادر بالخروج إلى عمله ، فسارع إلى ذلك ، ثم رض العميد الكتب على وشمكير ، فعول من الولاة من لم يمض إلى عمله ، وأبقى عماد الدولة . قال : وتسلم عماد لدولة الكرج ، وأخذ في الإفضال على الرجال ، وعلى عمل البلد ، فكانت كتب العامل تمضي إلى الرىّ يشكره ، ثم فتح قلاعاً كانت باقية في أيدي الخرّمية ، وأخذ منها أموالاً جمة ، وغنائم كثيرة ، وصرف أكثرها في جمع الرجال عليه واستجلابهم .
؟ ؟
ذكر خروج عماد الدولة بن بويه عن طاعة مرداويج ، ومخالفته له ، وملكه أصفهان
كان سبب ذلك أن عماد الدولة لما تحقق قدم مرداويج على ولايته احتاط لنفسه ، وأخذ في جمع الرجال ، والإنعام عليهم ، وهو في ذلك يظهر طاعة مرداويج ، واتفق أن مرداويج سبب لبعض قواده على الكرج بمال ، فأنعم عماد الدولة على أولئك القواد ، واستمالهم ، فمالوا إليه ، وباطنوه ، فلما وثق منهم أعلن بخلع مرداويج ، وبايعه الواد ، فخرج بهم عماد الدولة من الكرج عد أن استفى أمواله ، وقصد أصفهان ، وعرض أصحابه ، فكانوا ثلاثمائة رجل ، لكنهم منتجبون مسنظهرون في العدة ، وسار إليها ، وبها أبو الفتح المظفر بن ياقوت والياً للحرب ، وأبو علي رستم والياً للخراج ، وهما من قبل الخليفة ، وكاتبهما عماد الدولة أن يدخل معهما في خدمة لسلطان ، فامتنعا من ذلك ، اتفق فيغضون ذلك ، وفاة رستم ، فنزل عماد الدولة

الصفحة 95