كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 96 """"""
بجوزنجان ، وهي قرية على ثلاث فراسخ من أصفهان ، وبرز إليه أبو لفتح بن ياقوت في ألوف من الرجال من جملتهم ستمائة ديلمى ، فاستأمن إلى عماد الدولة منهم أربعمائة رجل ، وانفصل المائتان الأخر لاحقين بما كان ، وهو يومئذ بكرمان ، وانهزم ابن ياقوت بعد حرب شديدة ، ودخل عماد الدولة أصفهان في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وكانت أصفهان أول شيء استولى عليه عماد الدولة بن بويه . والله أعلم .
؟
ذكر استيلائه على أرجان وغيرها ، وملك مرداويج أصفهان
قال : ولما بلغ مرداويج خبر الوقعة خاف جانب عماد الدولة ، وأهمّه أمره ، فشرع في إعمال الحيلة ، فراسله يعاتبه ، ويستميله ويطلب منه أن يظهر طاعته ليمده بالعساكر الكثيرة ، لفتح بها البلاد ، ولا يكلفه سوى الخطبة له في البلاد التي يستولي عليها ، ولما سير الرسل جهز أخاه وشمكير في عسكر ضخم ليكبسس عماد الدولة ، وهو مطمئن ، فنمى الخبر إلى عماد الدولة ، فارتحل عن أصبهان بعد أم أقام بها نحواً من شهر ، وتوجه إلى أرَّجان وبها أبو بكر محمد بن ياقوت ، فانهزم أبو بكر عنها إلى رامهرمز من غير حرب ، ودخلها عماد الدولة ، واستخرج منها أموالاً وانفقها في جيشه ، ثم وردت على بن بويه كتب من أبي طالب زيد بن علي النوبندجاني يستدعيه إلى شيزار مدينة بلاد فارس ، ويهون عليه أمر أميرها ياقوت ، وكان ياقوت في جيش كثير العدد من قبل الخليفة ، فسار عماد الدولة إلى قرية تعرف بالخوان دان ، فسار إليه ياقوت ، ووردت مقدمته في ألفي رجل ، فوافاهم عماد الدولة بالنوبند جان . وذلك في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، فلم يثبتوا له ، وانهزموا إلى مكان يقال له : الكركان ، ووافاهم ياقوت بهذا الموضع ، وأقام عماد الدولة أربعين يوماً