كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)

"""""" صفحة رقم 97 """"""
في ضيافة زيد بن علي النوبند جاني . وكان مبلغ ما خسر عليه في هذه المدة مائتي ألف دينار ، ثم سار بعد ذلك إلى اصطخر ، وسار ياقوت وراءه يتبعه ، حتى انتهى إلى قنطرة على طريق كرمان ، فسبقه ياقوت إليها ، ومنعه عن عبورها واضطره إلى الحرب .
؟
ذكر الاستيلاء على شيراز
قال : ولما بقه ياقوت إلى القنطرة اضطر إلى محاربته ، وابتدأت الحر بينهما في يوم الثلاثاء لأبع عشرة ليلة بيت من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، واستمرت إلى يوم الخميس ، فأحضر عماد الدولة أحابه ، ووعدهم الجميل ، وأنه يترجل معهم عند الحرب ، وكان من سعادته أن جماعة من أصحابه استأمنوا إلى ياقوت ، فضرب ياقوت أعناقهم ، فأيقن من بقي مع عماد الدولة بن بويه أنه لا أمان لهم عند ياقوت ، فقاتلوا قتال من استقتل ، ثم قدم ياقوت أمام أصحبه رجالة كثرة يقاتلون بقوارير النفط ؛ ليحرقوا أتراس الديلم ، فلما رموا النار انقلبت الريح ، فصارت في وجوههم ، واشتدت فعادت النار عليهم ، وتعلقت في ثيابهم ووجوهم ، فاختلطوا وركبهم أصحاب بن بويه ، فقتلوا أكثر الرجّالة ، وخالطوا الفرسان ، فكانت الهزيمة على ياقوت وأصحابه . ولما انهزم أصحاب ياقوت صعد على نشز مرتفع . ونادى في أصحابه الرَّجعة الرَّجعة ، فاجتمع إليه نحو أربعة آلاف فارس ، فقال لهم اثبتوا فإن الديلم يشتغلون بالنهب ، ويتفرقون ، فنأخذهم ، فثبتوا معه ، فلما رأى بن بويه ثباتهم نهى أصحابه عن النهب ، وقصد ياقوت ، فانهزم ياقوت منه ، واتبعه أصحاب بن بويه يقتلون ، ويأسرون ، ويغنمون ، ثم رجعوا إلى السواد ، فغنموه ، ووجدوا فيه برانس لبود عليها أذيال الثعلب ، ووجدوا قيوداً وأغلالاً فسألوا عنا ، فقال أصحاب ياقوت : إن هذه كانت أعدت لكم لتجعل عليكم ، ويطاف بكم في البلاد ، فأشار أصحاب بن بويه عليه ، أن يفعل ذلك بأصحاب ياقوت ، فامتنع عماد الدولة ، وقال : إنه بغى ولؤم ، وقد لقى ياقوت بغيه ، ثم أحسن إلى الأساري ، وأطلقهم وقال : هذه نعمة والشكر عليها يقتضي المزيد ، وخيَّر الأساري بين المقام عنده ، واللحاق بياقوت ، فاختاروا المقام عنده ، فخلع عليهم ، وأحسن إليهم ، وسار

الصفحة 97