كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 98 """"""
من موضع الوقعة ، حتى أتى شيراز ، ونادى في الناس بالأمان ، وبث العدل ، وأقام رشحنة تمنع من الظلم ، واستولى على تلك البلاد .
ذكر واقعة غيبة اتفقت لعماد الدولة كانت سبب ثبات ملكه وقيام دولته
قال : ولما دخل عماد الدولة شيراز طلب الجند أرزاقهم ، فلم يكن عنده ما يعطيهم ، وكاد أمره ينحل ، فجلس في غرفة في دار الإمارة بشيراز ، وهو يفكر في أمره فرأى حية خرجت من موضع في سقف تلك العرفة ، ودخلت في بخش هناك ، فخاف أن تسقط عليه ، فدعا الفراشين ، ففتحوا ذلك الموضع ، فرأوا وراءه بابا ، فدخلوا منه إلى غرفة أخرى ، فإذا فيها عشرة صناديق مملوءة نالا ومصاغا ، فكان فيها ما قيمته خمسمائة ألف دينار ، فأنفقها ، وثبت ملكه بعد أن كان قد أشرف لى الزوال .
وحكى . أنه أراد أن يفصل ثياباً ، فدلوه على خياط كان لياقوت ، فأحضره ؛ فحضر خائفاً ، وكان أصم ، فقال له عماد الدولة لا تخف ، فإنما أحضرتك لتفصل لنا ثياباً ، فلم يفهم الخياط ما قال ، فابتدأ وحلف بالطلاق والبراءة من دين الإسلام أن الصناديق التي عنده لياقوت ما فتحها ، ولا علم ما فيها ، فعجب عماد الدولة من هذا الاتفاق ، وأمره بإحضارها ، فأحضر ثمانية صناديق فيها أموال وثياب ، قيمة ما فيها ثلاثمائة ألف دينار ، ثم ظهر له من ودائع ياقوت ، وخائر عمرو ، ويعقوب ابني الليث جملة كبيرة ، فامتلأت خزائنه ، وثبت ملكه .
؟
ذكر تولية عماد الدولة من قبل الخليفة
قال : ولما تمكّن عماد الدولة من شيراز ، وبت ملك ببلاد فارس ، كتب إلى الخليفة الراضي بالله ، وإلى وزيره أبى علي بن مقلة يعرفهما أنه على الطاعة ، ويطلب أن يقاطع على ما بيده من البلاد ، وبذل ألف ألف درهم ، فأجيب إلى ذلك ، وتقدّمت إليه لخلع ، وشرطوا على الرسول ألاَّ يسلم إليه لخلع إلا بعد قبض المال . فلما