كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 26)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
وصل الرسول خرج عماد الدولة إلى لقائه ، وطلب منها الخلع واللواء ، فذكر له ما اشترط علي ، فأخذها منه قهراً ، ولبسها ، ونشر اللواء ، ودخل البلد ، وغالط الرسول بالمال ، فمات الرسول عنده في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة . وقال : ولما سمع مرداويج ما حصل لعماد الدولة ابن بويه قام لذلك وقعد ، فسار إلى أصفهان للتدبير عليه ، وعزم على الخروج إليه بنفسه ، فبلغ عماد الدولة ذلك ، فبادر بمكاتبته ، وسأله إقراره على بلاد فارس على أن يقيم له الدعوة ، ويضرب باسمه السِّكة ، وينفذ إليه أخاه ركن الدولة بن بويه رهينة ، فقل ذلك منه ، واعتقل ركن الدولة ، فلما صار في اعتقاله لم يكن بأسرع أن اتفق قتل مرداويج على ما قدمنا ذلك في أخبار مرداويج ، فهرب ركن الدولة بمواطأة من سجانه ، وخرج إلى الصحراء ليفك قيوده ، فأقبلت بغالٌ عليها تبن ، ومعها بعض أصحابه وغلمانه ، فلما رأوه ألقوا التبن ، فكسروا قيوده ، وحملوه إلى أخيه عماد الدولة بفارس وفي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة تسمى عماد الدولة شاهنشاه ، ولبس تاجاً من الذهب مرصعاً بالجواهر ، وجلس على السرير .
ذكر وفاة عماد الدولة
بن بويه وملك بن أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة ابن بويه
كانت وفاته في جمادى الآخرة ، وقيل توفى لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين ، وكانت علته قرحة في كلاه طالت به ، وتوالت عليه الأسقام والأمراض ، ولما حس بالموت أنفذ إلى أخيه ركن الدولة أن ينفذ إليه عضد الدولة فناخسروا ولده ليجعله وليَّ عهده ، ووارث ملكه بفارس ؛ لأن عماد الدولة لم يكن له ولد ذكر ، فأنفذه ركن الدولة ، فوصل قل وفاته بسنة ، فخرج عماد الدولة إلى لقائه في جميع عساكره ، وأجلسه على سرير ، ووقف عماد الدولة بين يديه ، وأمر الناس بطاعته ، والانقياد إليه ، وقبض على من كان يخاف منه من القواد ثم توفي عماد الدولة بعد ذلك بسنة ، فكانت مدة مملكته لبلاد فارس سنة وعشرة أشهر وعشرين يوماً ، وكان عمره ما بين ثمانية وخمسين سنة إلى تسع وخمسين ، وقيل سبعة وخمسين ودفن بدار المملكة بشيراز ، وكان شجاعاً عاقلاً كريماً مجرباً حسن السياسة عظيم القدر ، ووزر له في ابتداء أمره أبو سعيد إسرائيل بن موسى النصراني إلى أن قتل ، ثم وزر أبو العباس أحمد بن محمد إلى أن مات عماد الدولة .
وحجابه : خطلخ إلى أن قتل ، ثم سباسى حتى توف ، ثم بارس إلى أن توفى عماد الدولة ، ولما مات عماد الدولة استقر عضد الدولة في الملك بعده ببلاد فارس ،