كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)
"""""" صفحة رقم 11 """"""
الرحبة . وكان بينه وبين دبيس عداوة مستحكمة فكاتب دبيس جيوش بك يشير عليه بالقبض على البرسقي ، فعلم البرسقي بذلك ، ففارقهم إلى السلطان محمود ، فأكرمه وأعلا محله وزاده .
واتصل الأستاذ أبو اسماعيل الحسين بن علي الأصبهاني الطغراني بالملك مسعود . باستوزره مسعود بعد أن عزل أبا علي بن عمار ، فحسن له أيضاً مخالفة السلطان ، والخروج عن طاعته ، فبلغ السلطان محمود الخبر فكتب إليهم يحذرهم من مخالفته ، ويعدهم الإحسان إن قاموا على الطاعة ، فلم يصغوا إلى قوله وأظهروا ما كانوا أضمروه ، وخطبوا للملك مسعود بالسلطة ، وضربوا له النوب الخمس ، وكان ذلك على تفرق عساكر السلطان محمود ، فقوي طمعهم وأسرعوا إليه ليلقوه وهو في قلة من العسكر . واجتمع إليه نحو خمسة عشر ألف فارس .
فسار السلطان إليهم فالتقوا عند عقبة استراباد نصف شهر ربيع الأول ، واقتتلوا نهاراً كاملاً والبرسقي في مقدمة عسكر السلطان محمود وأبلى يومئذ بلاء حسناً . فانهزم عسكر الملك مسعود في آخر النهار ، وأسر جماعة كبيرة من أعيان أصحابه وأسر الوزير ، فأمر السلطان بقتله وقال : ثبت عندي فساد نيته وكان حسن الكتابة والشعر ، وله تصانيف في صنعة الكيميا ضيعت للناس من الأموال مالا يحصى كثرة .
قال : ولما انهزم أصحاب الملك مسعود وتفرقوا ، قصد جبلاً بينه وبين المصاف اثني عشر فرسخاً ، واختفى فيه بألفي فارس ، وأرسل إلى أخيه يطلب منه الأمان ، فرق