كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
اردبيل ، أغلقت أبوابها دونهما ، فسارا عنها إلى قرية تبريز ، فأتاهما الخبر أن السلطان محمود سير الأمير جيوش بك إلى أذربيجان ، وأقطعه البلاد ، وأنه نزل على مراغة في عسكر كثيف ، فعدلا إلى خويه وانتقض عليهما مما كانا فيه ، وراسلا الأمير شيران - الذي كان أتابك طغرل - أيام أبيه يدعوانه إلى إنجادهما . وكان باقطاعه أبهر وزنجان ، فأجابهما واتصل بهما ، وساروا إلى أبهر فلم يتم لهم ما أرادوه فعند ذلك راسلوا السلطان بالطاعة وسألوا الأمان ، فأجابهما إلى ذلك ، واستقرت القاعدة ، وتم الصلح .
ذكر قتل الوزير السميرمي
وفي سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة قتل الوزير كمال الدين أبو طالب السميرمي وزير السلطان محمود وكان قد برز مع السلطان ليسير إلى همذان ، فدخل إلى الحمام وخرج وبين يديه الرجالة والخيالة ، وهو في موكب عظيم ، فاجتاز بمنفذ ضيق فيه حظائر الشوك فتقدم أصحابه لضيق المكان ، فوثب عليه باطني ، وضربه بسكين فوقعت في بغلته ، وهرب الضارب إلى دجلة ، وتبعه الغلمان فخلا الموضع ، فظهر رجل آخر فضربه بسكين في خاصرته ، وجذبه عن البغل إلى الأرض ، وضربه عدة ضربات وعاد أصحاب الوزير فحمل عليهم رجلان باطنيان ، فانهزموا منهما ثم عادوا وقد ذبح الوزير مثل الشاة ، وبه نيف وثلاثون ، جراحة فقتلوا قتلته .

الصفحة 13