كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)
"""""" صفحة رقم 14 """"""
قال : ولما كان في الحمام أخذ المنجمون له الطالع للخروج فقالوا : هذا وقت جيد ، وإن تأخرت يفوت طالع السعد فأسرع وركب وأراد أن يأكل طعاماً فمنعوه لأجل الطالع ، فقتل ولم ينفعه ذلك . وكانت وزارته ثلاث سنين وعشرة أشهر ، وانتهب ماله ، وأخذ السلطان خزانته . وكانت زوجته قد خرجت في هذا اليوم في موكب كبير ومعها نحو مائة جارية وجمع من الخدم ، والجميع بمراكب الذهب . . فلما سمعن بقتله عدن حافيات حاسرات ، وقد تبدلن عن العز هوانا ، وعن المسرة أحزاناً .
وكان السميرمي ظالماً كثير المصادرات للناس ، سيء السيرة ، فلما قتل أطلق السلطان ما كان جدده من المكوس ، واستوزر بعده شمس الملك عثمان بن نظام الملك .
ذكر قتل الأمير جيوش بك
كان مقتله في شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسمائة . وكان السلطان قدمه بعد عوده إليه ، وأحسن إليه ، وأقطعه أذربيجان ، وجعله مقدم عسكره ، فجرى بينه وبين الأمراء منافرة ومنازعة ، فوشوا به عند السلطان فقتله . وكان عادلاً ، حسن السيرة .
وفيها أقطع السلطان محمود الأمير اقسنقر البرسقي مدينة واسط وأعمالها ، مضافة إلى ولاية الموصل وشحنكية العراق ، فسير البرسقي إلى واسط عماد الدين زنكي .
ذكر ظفر السلطان محمود بالكرج
وفي سنة سبع عشرة وخمسمائة اشتدت نكاية الكرج في بلاد الإسلام ، ونظم الأمر على الناس ، لاسيما أهل دربند شروان . فسار منهم جماعة كثيرة من أعيانهم