كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 15 """"""
إلى السلطان ، وشكوا إليه ذلك ، فسار إليهم وقد وصل الكرج إلى شماخى فنزل السلطان ببستان هناك ، وتقدم الكرج إليه ، فخافهم العسكر خوفاً شديداً ، وأشار الوزير على السلطان بالعود . فلما سمع أهل شران بذلك ، قصدوا السلطان وقالوا : نحن نقاتل مادمت عندنا وإن تأخرت ضعفت نفوس المسلمين وهلكوا فأقام بمكانه ، وبات العسكر على وجل عظيم ، فأتاهم الله بفرج من عنده ، وألقى بين الكرج والقفجاق الاختلاف ، فاقتتلوا تلك الليلة ، ورحلوا شبه المنهزمين ، وكفى الله المؤمنين القتال . وأقام السلطان بشروان ثم عاد إلى همذان . وفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة عزل أق سنقر البر سقي عن شحنكية العراق ورسم له بالعود إلى الموصل ، وأرسل السلطان محمود إليه ولداً صغيراً له مع أمه ليكون عنده . فلما وصل الصغير إلى العراق تلقته المواكب ، وكان لدخوله يوماً مشهوداً . وتسلم البر سقي الصغير وسار به وبأمه إلى الموصل . وولى شحنكية العراق سعد الدولة برنقش وملك البر سقي في هذه السنة مدينة حلب وقلعتها .
ذكر وصول الملك ودبيس بن صدقة إلى العراق وعودهما
كان الخليفة المسترشد بالله خرج لقتال دبيس بن صدقة في سنة سبع عشرة وخمسمائة ، وقاتله ، فانهزم دبيس كما ذكرناه في أخبار المسترشد ، ثم التحق بعد هزيمته بالملك طغرل أخي السلطان محمود . فلما وصل إليه أكرمه وأحسن إليه ، وجعله من أعيان خواصه وأمرائه . فحسن له دبيس قصد العراق ، وهون الأمر عليه ، وضمن له أن يملكه ، فسار معه إلى العراق في سنة تسع عشرة وخمسمائة فوصلوا إلى

الصفحة 15