كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
دقوقاء في عساكر كثيرة . فكتب مجاهد الدين بهروز من تكريت يخبر الخليفة بذلك ، فخرج الخليفة في العساكر والرجال ونزل بصحراء الشماسية ، وبرنقش أمامه .
فلما بلغ الملك طغرل الخبر ، عدل إلى طريق خراسان ، وتفرق أصحابه للنهب وتوجه هو ودبيس إلى الهارونية ، وسار الخليفة حتى أتى الدسكرة فاستقر الأمر بين طغرل ودبيس أن يسيرا حتى يعبرا نهر ديالى ويطعا جسر النهروان ويقيم دبيس لحفظ المخايض ، ويتقدم الملك طغرل إلى بغداد فيملكها وينهبها .
فسارا على ذلك فحصل لطغرل حمى شديدة منعته من ذلك ، وبلغ الخليفة الخبر ، فعاد إلى بغداد . وانتقض على طغرل ودبيس مادبراه ، فقصدا السلطان سنجر واجتازا قي طريقهما بهمذان ، فبسط على أهلها مالا كثيراً وأخذاه ، فبلغ خبرهما السلطان محمود فجد السير في إثرهما ، فانهزما منه إلى خرسان ، واجتمعا بالسلطان سنجر ، وشكيا من الخليفة ، وبرنقش ، وأقاما عند السلطان سنجر ؛ ثم كان من أمرهما مانذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر مقتل البرسقي وملك ابنه عز الدين مسعود
وفي سنة عشرين وخمسمائة قتل اقسنقر البرسقي صاحب الموصل بمدينة الموصل ، قتله الباطنية في يوم الجمعة بالجامع . وكان من عادته أنه يصلي الجمعة في الجامع مع العوام . وكان قد رأى في منامه في تلك الليلة أن عدة من الكلاب ثاروا به ، فقتل بعضهم ونال منه الباقي ما أذاه ، فقص ذلك على أصحابه فأشاروا عليه بترك

الصفحة 16