كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)
"""""" صفحة رقم 18 """"""
الري ، واستدعى السلطان محمود فسار إليه فأكرمه وأجلسه معه على التخت ، ولما عاد سنجر إلى خرسان سلم دبيس بن صدفة إلى السلطان محمود إلى همذان ، ودبيس في صحبته . ثم سار إلى العراق ، وقدم بغداد في المحرم سنة ثلاث وعشرين ، ودبيس معه ليصلح حاله مع الخليفة المسترشد بالله . فامتنع الخليفة ممن إجابة السلطان إلى ولاية دبيس ابن صدقة البتة ، فلم يمكن السلطان إجباره وأقام ببغداد إلى رابع جمادى الآخرة من السنة ، وعاد إلى همذان ، وجعل بهروز على شحنكية بغداد ، وسلم إليه الحلة واستصحب دبيس بن صدقة معه .
ذكر ما فعله دبيس بن صدقة وما كان من أمره
قال : ولما سار السلطان محمود من بغداد إلى همذان ماتت زوجته ابنة عمه السلطان سنجر ، وكانت تعتني بأمر دبيس . فلما ماتت انحل نظامه . واتفق أن السلطان مرض مرضاً شديداً ، فأخذ دبيس ابناً له صغيراً وقصد العراق ، فلما بلغ المسترشد خبره ، جند الأجناد وحشد وجمع . وكان بهروز بالحلة ففارقها ودخلها دبيس في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة . فلما بلغ السلطان الخبر أحضر الأميرين نيزك والأحمديلي وقال : أنتما ضمنتما مني دبيس بن صدقة وأريده منكما . فسارالاحمديلي إلى العراق فاتصل خبره بدبيس ، فكتب إلى الخليفة يستعطفه ويقول : إن رضيت عني فأنا أريد أضعاف مما أخذت ، وأكون العبد المملوك ، وترددت الرسائل بينهما ، ودبيس في خلال ذلك يجمع الرجال والأموال ، وكان معه ثلثمائة فارس فصار في عشرة آلاف فارس . ووصل الأحمديلي بغداد في شوال ، وسار إلى دبيس ، وسار السلطان بعد ذلك إلى العراق ، فأرسل إليه دبيس هدايا جليلة وبذل ثلثمائة حصان منعولة بالذهب ومائتي ألف دينار إن رضي عنه السلطان والخليفة ، فلم يجبه إلى ذلك . فسار إلى البصرة وأخذ منها أموالاً كثيرة ، فسير الخليفة في إثره عشرة آلاف