كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 241 """"""
أخوه أرنيكا ينوب عنه في كرسي المملكة بقراقروم . فلما مات منكوقان ، أراد أرنيكا الاستيلاء على المملكة ، وكان أخوه قبلاي مجرداً ببلاد الخطا من جهة منكوقان ، فجلس في دست القانية . فأرسل بركة بن باطوخان صاحب البلاد الشمالية إلى أرنيكا يقول : أنت أحق بالقانية ، لأن منكوقان رتبك فيها في حياته ، وانضم إليه بنو عمه قجى ابن أوكتاي وأخوته . ثم عاد قبلاي من بلاد الخطا ، فسار أرنيكا لحربه ، والتقوا واقتتلوا فكانت الكسرة على قبلاي ، وانتصر أرنيكا ، واحتوى على الغنائم والسبايا واختص بها ، ولم يسهم منها لأحد من بني عمه شيئا . فوجدوا عليه وتفرقوا عنه ومالوا إلى قبلاي ، فعاود القتال ، فاستظهر قبلاي عليه وأخذ أرنيكا أسيرا .
ذكر ملك قبلاي بن تولى خان بن جنكزخان القانية وهو الخامس من ملوكهم
قال : ولما انهزم جيش أرنيكا وأسر هو ، استقر قبلاي في القانية بقراقروم ، وسقى أرنيكا سما فمات . وبلغ ذلك هولاكو ، فسار في طلب القانية لنفسه ، فما وصل إلى البلاد إلا وقد استقر أخوه قبلاي في القانية فاستقر له ما افتتحه من الأقاليم . وفي سنة سبع وثمانين وستمائة كانت الحرب بين جيوش قبلاي القان وبين قيدوا بن قيجي بن طلوخان بن جنكز خان صاحب ما وراء النهر . وكان سببها أنه قبلاي غضب على أمير من أمرائه اسمه طردغا ، فأحس أن قبلاي قد عزم على الإيقاع به ، فهرب ولحق بقيدو وحسن له قصد قبلاي وحربه ، وأطمعه في القانية . وقال : إن قبلاي قد كبر سنه وما بقي ينهض بتدبير مملكته وإنما أولاده هم الذين يتولون الأمور وهم صبيان ، فسار قيدو بجيوشه وطردغا صحبته ، وبلغ قبلاي الخبر فجهز جيوشه صحبة ولده نمغان . فلما صار قيدوا بالقرب من القوم بلغه ما هم عليه من الكثرة ، فهم بالرجعة فقال له طردغا : يعطيني الملك تمانا من نقاوة

الصفحة 241