كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 242 """"""
العسكر ، وأنا أدبر الحيلة وأهزمهم فقال له قيدوا : وكيف تصنع ؟ فقال : إن الطريق أمامنا فيه واد بين جبلين ، فأتوجه أنا بالتمان وأكمن في الوادي ، ويتقدم الملك إلى القوم ، فإذا التقى الجمعان يرجع الملك فهم لا بد يتبعونه ، فإذا تبعوه نستدرجهم إلى أن يصيروا بينه وبين الوادي ، فأخرج أنا إليهم ويعطف الملك عليهم بمن معه . ففعل قيدو ذلك وفر أمامهم حتى تجاوزوا الكمين . فخرج عليهم طردغا وعطف قيدو بمن معه فانكسر نمغان وعساكره وقتل منهم خلق كثير . وسار قيدو ومن معه في آثارهم حتى أشرفوا على منازلهم ، ونهبوا من النساء والصبيان شيئا كثيرا . وجلبت المماليك التتار إلى الديار المصرية إثر هذه الوقعة . قال : ولما وصل نمغان إلى أبيه غضب عليه ، وأرسله إلى بلاد الخطا فأقام حتى مات .
ودامت أيام قبلاي وطالت إلى سنة ثمان وثمانين وستمائة ، فكانت مدة ملكه نحوا من ثلاثين سنة . ولما مات جلس بعده ابنه شرمون بن قبلاي بن تلي خان بن جنكزخان وهو السادس من ملوكهم .
كان جلوسه على تخت القانية بعد وفاة أبيه في شهور سنة ثمان وثمانين وستمائة وكان لقبلاي ثلاثة أولاد وهم نمغان وشرمون وكملك . فأما نمغان فإنه كان ببلاد الخطا كما ذكرنا ، فمات بها . وكان شرمون هو الأكبر ، فجلس في الملك ودامت أيامه إلى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، وتوفي فيها أو فيما يقاربها . ولما مات سار طقطا بن منكوتمر صاحب البلاد الشمالية في طلب القانية ، فمات أيضا ولم يلها . وجلس على كرسي القانية أحد أولاده ولم يصل إلينا جلية الخبر فنذكره . فلنذكر ملوك البلاد الشمالية من البيت الجنكزخاني

الصفحة 242