كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 243 """"""
ذكر أخبار ملوك البلاد الشمالية من أولاد جنكزخان التمرجي
هذه المملكة ببلاد الشمالي ونواحي الترك والقفجاق وكرسيها مدينة حراي . وأول من ملك هذه المملكة من أولاد جنكزخان . دوشي خان وهو الذي فتحها لما جهزه أخوه أوكديه خان عند انتصابه في القانية بعد مهلك جنكزخان ، وذلك في سنة سبع وعشرين وستمائة ، وهلك في سنة إحدى وأربعين وستمائة .
وملك بعده ابنه باطوخان بن دوشي خان ، وهو الملقب صاين قان ، واستمر في الملك من سنة إحدى وأربعين وستمائة إلى أن توفي في سنة خمسين وستمائة . وكانت مدة ملكه عشر سنين وهو الثاني من ملوك هذه المملكة .
ولما مات صاين قان خلف من الأولاد ثلاثة ، وهم طغان وبركة وبركجار . فنازعهم عمهم صرطق بن دوشي خان بن جنكزخان الملك ، واستبد به دونهم ، فملك في سنة خمسين وستمائة وهو الثالث من ملوك هذا البيت واستمر في الملك إلى أن هلك في سنة اثنتين وخمسين وستمائة ، فكانت مدة ملكه سنة وشهوراً . ولم يكن له ولد .
وكانت براق شين زوجة طغان ابن أخيه باطوخان قد أرادت أن تولي ولدها تدان منكوا السلطنة بالبلاد الشمالية بعد وفاة صرطق ، وكان لها بسطة وتحكم ، فلم يوافقها الخانات أولاد باطو خان عمومة ابنها ، وأمراء التمانات على ذلك . فلما رأت ذلك من اقناعهم راسلت هولاكو بن تلي خان وأرسلت إليه نشابة بغير ريش ، وقباءاً بغير بنود ؛ وأرسلت إليه تقول له : قد تفرع الكاشن من النشاب وخلا القرنان من القوس ، فتحضر لتتسلم الملك ثم سارت في إثر الرسول ، وقصدت اللحاق بهولاكو أو إحضاره إلى بلاد الشمال . فلما بلغ القوم ما دبرته أرسلوا في إثرها وأعادوها ، على كره منها وقتلوها .

الصفحة 243