كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 248 """"""
خاتون ، وبدارن خاتون وسلطان خاتون وخطلوا خاتون . وما هو للأمراء وهم : الأمير مادوا أمير الميسرة ، والأمير طبرا أمير الميمنة . وما هو لقيالق زوجة ايلجي . وما هو للسلطان غياث الدين صاحب الروم وكانت هدية جليلة من الأقمشة والتحف والقسي والجواشن والخوذ . فلما وصلا وجدا منكوتمر قد مات ، وجلس تدان منكوا في الملك ، فقدموا له الهدية فقبلها .
واستمر تدان منكوا في الملك إلى سنة ست وثمانين وستمائة ، فأظهر الزهد والتخلي عن النظر في أمور المملكة وصحب الفقراء والمشايخ وقنع بالقوت ، فقيل له : إن المملكة لا بد لها من ملك يسوس أمورها ، فنزل عن الملك لتلابغا .
ذكر ملك تلابغا بن طربوا بن دوشي خان ابن جنكزخان
ملك البلاد الشمالية بعد تزهد تدان منكوا في سنة ست وثمانين وستمائة ، وهو السابع من ملوك هذه المملكة . فلما ملك تجهز بعساكره لغزو الكرك واستدعى نوغيه بن ططر بن مغل بن دوشي خان ، وهو الذي قلعت عينه في حرب هولاكو كما ذكرناه . وأمره بالمسر بمن معه من التمانات ، فسار إليه وتوافيا في المقصد ، وشنوا الغارة على بلد كرك ونهبوا وقتلوا وعادوا وقد اشتد البرد وكثرت الثلوج ، ففارقهم نوغيه بمن معه وسار إلى مشاتيه ، فوصل سالما . وسار تلابغا ، فضل عن الطريق فهلك جماعة ممن معه واضطره الحال إلى أن أكل أصحابه دوابهم وكلاب الصيد ولحوم من مات منهم لشدة ما نالهم من الجوع . فتوهم أن نوغيه قصد له المكيدة فأضمر له السوء ، وكان ذلك سبب قتله .
ذكر مقتل تلابغا
كان مقتله في سنة تسعين وستمائة وذلك أنه لما عاد من غزو الكرك اجتمع على الإيقاع بنوغيه ، ووافقه على ذلك من انتمى إليه من أولاد منكوتمر . وكان نوغيه شيخا مجربا له معرفة وممارسة بالمكائد ، فنمى الخبر إليه فكتمه ، ثم أرسل تلابغا يستدعي نوغيه وأظهر له احتياجه إلى مشورته وأخذ رأيه ، فراسل نوغيه والدة تلابغا وقال لها :

الصفحة 248