كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 249 """"""
إن ابنك شات وإنني أحب أن أبذل له النصيحة وأعرفه بما يعود عليه نفعه من مصالح ملكه ، ولا يمكن أن أبديها له إلا في خلوة يجب ألا يطلع عليها سواه ، وأختار أن ألقاه في نفر يسير . فمالت المرأة إلى مقالته وأشارت على ابنها بموافقته والاجتماع به وسماع ما يقول . ففرق تلابغا عساكره التي كان جمعها وأرسل إلى نوغيه ليحضر عنده ، فتجهز بجميع من عنده من العساكر وأرسل إلى أولاد منكوتمر الذين كانوا يميلون إليه ، وهم طقطا برلك وصراي بغا وتدان باللحاق معهم . ثم سار مجدا فلما صار بالقرب من مقام تلابغا الذي تواعدا أن يجتمعا فيه ترك العسكر الذي معه وأولاد منكوتمر طقطا وإخوته كمينا واستصحب معه نفرا يسيرا ، وتوجه نحو تلابغا ، فصار تلابغا لتلقيه ومعه من أولاد منكوتمر أولغى وطغرلجا وتلغان وقدان وقتغان ، وهم الذين انحازوا إليه . فلما اجتمع تلابغا ونوغيه وأخذا في الحديث لم يشعر تلابغا إلا وخيول أصحاب نوغيه قد أقبلت ، فتحير في أمره وتقدم العسكر ، فأمرهم نوغيه بإنزال تلابغا ومن معه من أولاد منكوتمر عن خيولهم فأنزلوهم ، ثم أمر بربطهم فربطوا وقال لطقطا : هذا تغلب على ملك أبيك وهؤلاء بنو أبيك وافقوه على أخذك وقتلك . وقد سلمتهم إليك ، فاقتلهم أنت كما تشاء ، فقتلهم جميعا .
ذكر ملك طقطا بن منكوتمر بن طوغان ابن باطوخان بن دوشي خان بن جنكزخان وهو الثامن من ملوك هذه المملكة
ملك البلاد الشمالية في سنة تسعين وستمائة . وذلك أنه لما قتل تلابغا وإخوته الخمسة أولاد منكوتمر أجلسه نوغيه على كرسي الملك ، ورتب أمور دولته ، وسلم إليه من بقي من إخوته الذين اتفقوا معه . وقال : هؤلاء إخوتك يكونون في خدمتك فاستوص بهم . وعاد نوغيه إلى مقامه ، وبقي في نفسه من الأمراء الذين اجتمعوا مع تلابغا عليه عندما أرسل إليه يستدعيه .
ذكر ايقاع طقطا بجماعة من أمرائه
وفي سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، جهز نوغيه زوجته ييلق خاتون إلى الملك طقطا برسالة . فلما وصلت إلى الأردو تلقاها بالإكرام واحتفل بها غاية الاحتفال ، ثم سألها عن موجب حضورها ، فقالت له : أبوك يسلم عليك ويقول لك : قد بقي في

الصفحة 249