كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 250 """"""
طريقك قليل شوك فنصفه . قال : وما هو ؟ فسمت له الأمراء وهم : كلكتاي ويوقق وقرا كيوك وما جار وتاين طقطا وكبى وبركوا وطراتمر والتمر ونكا وبيطرا وبيملك تمر وبيطقتمر وبيقور الطاجي وتادوة وملخكا وبرلغي وكنجك وشردق وقراحين وجاجري وابشقا بينننجي . وهؤلاء هم الذين اتفقوا مع تلابغا على نوغيه . فلما أبلغته هذه الرسالة ، وسمعت له هؤلاء الأمراء ، طلبهم وقتلهم جميعا ، وعادت ييلق خاتون إلى نوغيه فاطمأن خاطره ؛ وتحكم أولاد نوغيه وأولاد أولاده . وكان له من الأولاد الذكور ثلاثة وهم جكا وتكا وطراي وابنة تسمى طغلجا وابن بنت يسمى أقطاجي . وكانت ابنته متزوجة لشخص يسمى طاز بن منجك ، فقويت شوكتهم ، ثم وقع الخلف بين طقطا ونوغيه .
ذكر ابتداء الخلف بين طقطا ونوغيه
وفي سنة سبع وتسعين وستمائة ابتدأ الخلف بين طقطا ونوغيه ، وكان لذلك أسباب منها : أن ييلق خاتون زوجة نوغيه نفرت من ولديه جكا وبكا وأظهرا لها الإساءة والامتهان ، فأغرت طقطا بهما وأرسلت إليه تحرضه عليهما . ومنها أن بعض أمراء طقطا أوجسوا منه خيفة ففارقوه وانحازوا إلى نوغيه ؛ فقبلهم وأحسن إليهم ، وأنزلهم في حوزته ، وزوج أحدهم وهو طاز بن منجك بابنته ، فطلبهم طقطا منه فمنعهم عنه فأغضبه ذلك ، وأرسل إليه رسولا وصحبته محراث وسهم نشاب وقبضة تراب . فجمع أكابر عشيرته وقال : ما عندكم فيما أرسله طقطا ؟ فقال كل منهم قولا ، ما أصبتم وأنا أخبركم بمراده . أما المحراث فهو يقول : إن نزلتم إلى أسافل الأرض أطلعتكم بهذا المحراث ؛ وأما النشابة فيقول : إن طلعتم إلى الجو أنزلتكم بهذا السهم ، وأما التراب فيقول : اختاروا لكم أرضا تكونون فيها للملتقى . فقال نوغيه لرسوله : قل لطقطا إن خيلنا قد عطشت ونريد نسقيها من ماء تن - وهو نهر على مقام صراي وفيه منازل طقطا - وجمع جنوده وسار للقائه .

الصفحة 250