كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 252 """"""
ولما أقام جكا ببلاد آص تسلل إليه كثير من عسكره ، فكثرت بهم عدته ، وسار لحرب طنغر وطاز بن منجك ، والتقوا واقتتلوا فاستظهر جكا عليهما وأسروا بيوتهما به . وكانت أخته طقلجا تقاتله بنفسها في هذه الوقعة . فلما انكسر زوجها ومن معه ، كاتبوا طقطا يستمدونه ، فأمدهم بجيش صحبة أخيه برلك بن منكوتمر . . فلما جاءهم المدد والتقوا للقتال لم يكن لكيجا بهم قبل ، فهرب إلى بلاد أولاق ، وكان ملكها والحاكم عليها صروجا أحد أقارب جكا فآوى إليه ، فاجتمع أصحابه وقالوا : هذا عدو طقطا ، ولا نأمن أنه إذا بلغه أنه انحاز إلينا يقصدنا بجيوشه ولا قبل لنا به . فأمسكه دعوقه في قلعته واسمها تزنوا وطالع طقطا بأمره فأمره بقتله ، فقتله في هذه السنة وهي سنة سبعمائة ، ودخلت مملكة الملك طقطا ممن يساويه ، واستقر يزلك بن منكوتمر في مقام نوغيه من قبل أخيه طقطا . ولم يبق من أولاد نوغيه إلا أصغرهم وهو طراي . ورتب طقطا بيجي بن قرمسي يرصع أباجي أخاه . وجهز ولديه يكل بغا وأربصا إلى بلاد نوغيه ، فاستقر يكل بغا في صنعجي ونهر طنا وتايل باب الحديد ، وهي منازل نوغيه . وأقام ايربصا ، بنق ورتب أيضا أخاه صراي بغا .
ذكر ما اتفق طراي بن نوغيه وصراي بغا بن منكوتمر من الخروج عن طاعة الملك طقطا وقتلهما
وفي سنة إحدى وسبعمائة تحرك طراي بن نوغيه في طلب ثأر أبيه وأخيه من طقطا ، ولم يكن له قوة بنفسه ، فجاء إلى صراي بغا ابن منكوتمر . وكان أخوه طقطا قد رتبه في مقام نوغيه فتوصل طراي إليه ولازمه ، ولم يزل يلاطفه حتى حسن له الخروج على أخيه طقطا وأن يستقل بالملك ، فوافقه صراي بغا ومال إليه وركب بتمانه وعبر نهر اتل ، وترك العسكر ، وتوجه جريدة ، اجتمع بأخيه برلك ، وعرفه ما عزم عليه وطلب منه الموافقة فأجابه إلى ما طلب . ثم بادر برلك بالاجتماع بأخيه طقطا ، وعرفه الصورة وما هم به صراي بغا وطراي بن نوغيه . فركب طقطا لوقته في خواصه وجهز إليهما من أحضرهما ، فقتلا بين يديه ، ورتب ولده في المكان الذي كان قد رتب فيه صراي بغا . ولما قتل طقطا طراي هرب قرا كشك بن جكا بن نوغيه ، وهرب معه اثنان من أقاربه وهما جركتمر ويلتطلوا . - وكان بزلك قد أرسل في طلبه -

الصفحة 252