كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 253 """"""
فانهزم هو وهذان إلى بلاد ششتمن إلى مكان يسمى يدرك بالقرب من كدك ومعهم نحو ثلاثة آلاف فارس ، فآواهم ششتمن وأصحابه وقاموا عنده يعبرون على الأطراف ويأكلون من كسبهم إلى آخر أيام طقطا .
وفي سنة سبع وسبعمائة وردت الخبار إلى الديار المصرية أن طقطا نقم على الفرنج الجنوبية الذين بقرم وكفار البلاد الشمالية لأمور نقلت إليه عنهم ، منها استيلاؤهم على أولاد التتار وبيعهم بالبلاد الإسلامية ، فأرسل جيشا إلى مدينة كفا وهي مسقط رؤوسهم . فشعر الفرنج بهم فركبوا في مراكبهم وتوجهوا في البحر فلم يظفر الجيش منهم بأحد . فنهب طقطا أموال من كان منهم بمدينة صراي وما يليها .
وفي سنة تسع وسبعمائة كانت وفاة ايرصا بن طقطا حتف أنفه . وكان مرشحا عند أبيه للتقدمة على العساكر . وتوفي أيضا أخوه برلك بن منكوتمر ودامت أيام طقطا إلى أن توفي في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وملك بعده .
أزبك بن طغولجا بن منكوتمر بن طغان ابن باطوخان بن دوشي خان بن جنكزخان وهو التاسع من ملوك هذه المملكة
ووصلت رسله إلى أبواب مولانا السلطان الملك الناصر سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية وغيرها من الممالك الإسلامية وكان وصلهم في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة ، وصحبهم من التقادم لمولانا السلطان ما لم تجر بمثله عادة . وكان من جملة رسالته أنه هنأ مولانا السلطان الملك الناصر بإيصال الإسلام من الصين إلى أقصى بلاد الغرب ؛ وقال إنه كان قد بقي في مملكته طائفة على غير دين الإسلام فلما ملك خيرهم بين الدخول في دين الإسلام أو الحرب ؛ فامتنعوا وقاتلوا ، فأوقع بهم وهزمهم واستأصل شأفتهم بالقتل والأسر . وجهز إلى مولانا السلطان عدة من

الصفحة 253