كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 254 """"""
سباياهم ، فأعاد مولانا السلطان رسله صحبة رسل منه وأنعم عليهم وأرسل معهم الهدايا الوافرة . هذا ما نقل إلينا من أخبار ملوك هذه المملكة الشمالية إلى حين وضعنا لهذا التأليف . ومهما اتصل بنا من أخبارهم بعد ذلك نورده إن شاء الله في جملة أخبار الدولة الناصرية بالديار المصرية المحروسة .
وأما ملوك ما وراء النهر من ذرية جنكزخان
فلم يصل إلينا من أخبارهم ما ندونه لبعد بلادهم وانقطاع رسلهم عن ملوكنا ؛ إلا أن ملك ما وراء النهر انتهى إلى قيدوا بن قيجي بن طلوا بن جنكزخان ، وطلوا هو تلي خان . ورأيت في شجرة وضعها الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصوري أن قيدوا ابن قيجي بن أوكديه بن جنكزخان وطالت أيام قيدوا واستمر الملك إلى أن توفي في تسع وسبعمائة . وكرسي مملكته . كاشغر وقلا صاق ، وله تركستان وقيالق والمالق وبخارى وغير ذلك . ولما مات ملك بعده ابنه جابار واستمر إلى أن مات في سنة سبع عشرة وسبعمائة . وملك بعد أخوه ألوين بغا ابن قيدوا . ولقيدوا غير هؤلاء من الأولاد تانجار وأروس . وهذه الطائفة يقابلون القان الكبير الجالس على تخت القانية بقراقروم وغيره .
وأما ملوك غزنة وباميان وهم أولاد أرديوا بن دوشي خان ابن جنكزخان وهم أقرب إلى ملوك البلاد الشمالية من غيرهم من البيوت لأن أرديوا بن دوشي خان هو أخوباطو خان بن دوشي خان . فدوشي خان بن جنكزخان يجمعهم وأخبارهم أيضا منقطعة عن بلادنا لبعد بلادهم ، لأن بيت هولاكو بيننا وبينهم . والذي وصل إلينا من أخبارهم أن ملك غزنة وباميان انتهى إلى قيجي بن أرديوا بن دوشي خان . ودامت أيامه إلى أن توفي في سنة إحدى وسبعماية ، فاختلف أولاده وبنو عمه في الملك بعد وفاته وتنازعوه بينهم وافترق بعضهم عن بعض ، وكان له من الأولاد . نيان . وكبلك وطقتمر . وبغاتمر . ومنغطاي . وصاحي . وكان كبلك قد استقر في الملك بعد وفاة أبيه فسار أخوه نيان إلى الملك طقطا واستنجد به ، واستمده على أخيه ، فأمده بأخيه برلك وسار كبلك إلى قيدوا واستعان به فأمده بجيش . وعادا من جهة

الصفحة 254