كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 256 """"""
وكان ابتداء أمر هولاكو أن أخاه منكوقان وهو الجالس في أيامه على تخت القانية بقراقروم بعثه لفتح العراق في سنة خمسين وستماية ، فسار فيمن معه من الجيوش إلى بلاد الاسماعيلية ، ويسمون ببلاد العجم الملاحدة ، فاستولى عليها وأباد أهلها قتلا وأسرا وسبيا ونهبا . ثم كان بينه وبين بركة من الحرب ما شرحناه في أخبار بركة . وكانت الهزيمة على هولاكو وقتل كثير من أصحابه وغرق كثير منهم . وعاد هولاكو إلى العراق بمن بقي معه . وتمكنت العداوة بين هذين البيتين ونشأت الحرب بينهم من هذه السنة وهي سنة ثلاث وخمسين .
ذكر استيلائه على بغداد وقتله الخليفة المستعصم بالله
وفي سنة ست وخمسين وستماية سار هولاكو بعساكر التتار إلى مدينة بغداد ونازلها . وكان قد أرسل إلى بيجو يستدعيه من بلاد الروم ، فكره بيجو اللحاق به . وما أمكنه مفاجأته بذلك ؛ فاعتذر إليه أن جمعا كثيرا من القرى تليه والأكراد والياروقية قد تجمعوا في الطرقات ، ومقدمهم شرف الدين بن بلاشن وأنهم أخذوا عليه وعلى من معه المضيق ، ولا سبيل لهم إلى الخروج من حدود ديار بكر . وقصد بيجو بذلك المدافعة . فجهز هولاكو تمانين من التوامين التي معه ، مقدم أحدهما قدغان ومقدم الآخر كتبغا نوين لفتح الطريق . وفي أثناء ذلك أوقع بالأكراد والقراتلية وقعة

الصفحة 256