كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 259 """"""
القتال ، وأسر من بقي ، وأخذ الملك الكامل صاحبها وتسعة نفر من مماليكه ، وأحضروا بين يدي هولاكو فقتلوا ، إلا مملوكا واحدا يسمى قراسنقر سأله عن وظيفته ، فذكر أنه أمير شكار ، فأبقاه وسلم إليه طيوره . وجاء قراسنقر هذا بعد موت هولاكو إلى الديار المصرية في الأيام الظاهرية ، فجعله السلطان من مقدمي الحلقة المنصورة . وكان استيلاء التتار على ميافارقين في سنة ثمان وخمسين وستماية .
ولما قتل الملك الكامل هذا حمل التتار رأسه على رمح وطيف به البلاد ومروا به على حلب وحماه ووصلوا به إلى دمشق في سابع عشرين جمادى الأولى من السنة ، وطافوا به في دمشق بالمغاني والطبول ، وعلق رأسه بباب الفراديس فلم يزل إلى أن عادت دمشق إلى المسلمين فدفن بمشهد الحسين داخل باب الفراديس .
ذكر وفاة بيجو مقدم التتار
وفي سنة ست وخمسين أيضا نقم هولاكو على بيجو لما بلغه عنه من إضمار الخلاف وما قصده من التأخير عنه لما طلبه وأنه قصد الانفراد ببلاد الروم . فلما فرغ من فتح بغداد والعراق سقاه سما فمات . وقيل إنه كان قد أسلم قبل موته ، ولما حضرته الوفاة أوصى بأن يغسل ويدفن على عادة المسلمين . وكان له من الأولاد أفاك ، وسوكناي . وأفاك هذا هو أبو سلامش وقطقطو اللذين وفدا إلى الديار المصرية في الأيام المنصورية .
ولما فتح هولاكو العراق جاءه ملوك الأطراف ، فكان ممن جاءه الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل بهدايا جليلة وتحف . ولما قصد السفر من الموصل جاءه أهلها وقالوا : إنا نخشى عليك من سطوة هذا الملك الجبار فقال : أرجو أن أتمكن منه وأعرك أذنيه فلما جاءه وقدم ما معه أعجب هولاكو وأقبل عليه . فلما فرغ من تقدمته قال : قد بقي معي شيء خاص بالقان وأخرج له حلقتي أذن من الذهب ،

الصفحة 259