كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 262 """"""
منها : دار شهاب الدين بن عمرون ، ودار نجم الدين أخي مزدكين ، ودار البازيار ، ودار علم الدين قيصر الموصلي ، والخانقاه التي فيها زين الدين الصوفي ، وكنيسة اليهود . فقيل إن الذين سلموا في هذه الأماكن يزيدون على خمسين ألف إنسان .
واستمر الحصار على القلعة والمضايقة لها نحو شهرن فوثب جماعة ممن بالقلعة على صفي الدين بن طرزة رئيس حلب وعلى نجم الدين أحمد بن عبد العزيز ابن القاضي نجم الدين بن أبي عصرون فقتلوهما لأنهم توهموا أنهما باطنا التتار . ثم سأل من بالقلعة الأمان ، فأمنوا ، وتسلمها التتار في يوم الإثنين حادي عشر ربيع الأول من السنة . وأمر هولاكو من كان بالقلعة أن يعود كل منهم إلى داره وملكه وأن لا يعارض . ونزل العوام والغرباء إلى الأماكن التي أحميت بالفرمانات . وكان بقلعة حلب في الاعتقال جماعة من البحرية الصالحية الذين حبسهم الملك الناصر ، منهم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، وسكز ، وترامق ، وغيرهم ؛ فأخذهم وأضافهم إلى مقدم يسمى سلطان جق من أكابر القفجاق . وكان سلطان جق هذا قد هرب من التتار لما استولوا على بلاد القفجاق وقدم إلى حلب ، فأكرمه الملك الناصر وأحسن إليه وأقام عنده ، فلم توافقه البلاد فالتحق بهولاكو فأكرمه ؛ هذا ما كان من أمر حلب .
وأما حماه فان صاحبها الملك المنصور محمد ابن الملك المظفر محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب كان قد فارقها وتوجه إلى دمشق ، وترك بها الطواشي مرشد . فلما بلغه أخذ حلب فارق حماه ، وتوجه إلى الملك المنصور بدمشق ، فتوجه أكابر حماه بمفاتيحها إلى هولاكو . وسألوه الأمان لأهل البلد ، وطلبوا منه شحنة يكون عندهم ، فأمنهم وأرسل معهم شحنة من العجم اسمه خسرو شاه ، كان يدعى أنه من ولد خالد بن الوليد ، فقدم حماه وأقام بها وآمن أهلها . وكان بقلعة حماه مجاهد الدين قايماز أمير جاندرا فسلم القلعة إليه . ودخل في طاعة التتار .
ووصل إلى هولاكو وهو على حلب جماعة منهم الملك الأشرف موسى بن إبراهيم بن شيركوه وهو صاحب حمص ، فأكرمه هولاكو وأعاد عليه حمص . وكان الملك الناصر قد أخذها منه في سنة ست وأربعين وعوضه عنها تل باشر ، فأعادها

الصفحة 262