كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 264 """"""
وعاد هولاكو من حلب إلى بلاد قراقروم لطلب القانية لنفسه ، فوجدها قد استقرت لأخيه قبلاي ، كما قدمنا ذكر ذلك . ولما فارق حلب أمر عماد الدين القزويني في المسير إلى بغداد ، ورتب مكانه رجلا أعجميا . وأمر هولاكو أن يخرب أسوار قلعة حلب ، وأسوار المدينة ، فخربت عن آخرها . وأمر الملك الأشرف موسى صاحب حمص أن يتوجه إلى حماه ويخرب أسوارها وأسوار قلعتها ، فوصل إلى حماه ونزل بدار المبارز وشرع في تخريب سور القلعة ، فخربت أسوارها وأحرقت زردخاناتها ، وبيعت الكتب التي بدار السلطنة بأبخس الأثمان ، وسلمت أسوار المدينة ، لأن حماه كان بها رجل يقال له إبراهيم بن الفرنجية كان ضامن الجهة المفردة ، فبذل لخسرو شاه جملة كثيرة من المال وقال : إن الفرنج بالقرب منا ، في حصن الأكراد ، ومتى ضربت أسوار المدينة لا يقدر أهلها على المقام بها . فأخذ منه المال وأبقى أسوار المدينة . ولم يزل خسرو شاه بمدينة حماه إلى أن انهزم التتار على عين جالوت ففارقها وعاد إلى هولاكو .
وأما كتبغا نوين فإنه أرسل إلى الملك المظفر قطز صاحب الديار المصرية يطالبه ببذل الطاعة أو تعبية الضيافة ، فقتل قطز رسله إلا صبيا واحدا فإنه استبقاه وأضافه إلى مماليكه . وتجهز وسار إلى لقاء التتار ، فتجهز كتبغا لقتاله والتقوا بعين جالوت ، واقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم التتار وأخذهم السيف والأسار ، وقتل كتبغا نوين ، وفر من بقي من أصحابه إلى هولاكو . ولما استقرت القانية لقبلاي ، استقر لهولاكو ما نذكره .
ذكر الأقاليم التي ملكها هولاكو بعد وفاة منكوقان
منها : إقليم خراسان : وكرسيه نيسابور ومن مدنه المشهورة طوس وهراة وترمذ ولحج ومرو . ويضاف إليه همذان ونسا وكنجة ونهاوند .
عراق العجم : وكرسيه أصفهان . ومن مدنه قزوين وقم وقاشان وسجستان وطبرستان وكيلان وبلاد الاسماعيلية وغيرها .
عراق العرب : وكرسيه بغداد ومن مدنه واسط والكوفة والبصرة والدينور وغير ذلك .

الصفحة 264