كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 266 """"""
بالقرب من كورة مراغة . وقيل إنه حمل إلى قلعة تلا ودفن بها . وكانت مدة ملكه منذ فتح بغداد سبع سنين وشهورا ومنذ وفاة أخيه منكوقان واستقلاله بالملك خمس سنين .
وكان لهولاكو أحكام غريبة منها ما حكي عنه أن قوما أتوه واستغاثوا أن بعض صناع المبارد قتل قرابة لهم ، وسألوه أن يمكنهم منه ليقتلوه بصاحبهم فسأل عن صناع المبارد وكم عدتهم ، فذكر له عدة يسيرة فأطرق ساعة ورفع رأسه إلى أولياء المقتول ، وأمرهم أن يقتلوا بصاحبهم بعض صناع البرادع والرحال ، فقالوا : إن الذي قتل صاحبنا . مباردي ولا يقتل به غيره . فسأله بعض خواصه عن ذلك فقال : إن صناع المبارد عندنا قليل ومتى قتلناه احتجنا إليه ، ولا يقوم غيره مقامه ، وصناع البرادع والرحال كثير ، ومن قتلناه منهم استغنينا عنه . فلما امتنع أولياء المقتول من ذلك أطلق لهم بقرة وقال : خذوا هذه بدلا من صاحبكم .
ومنها أن بعض الصناع الزراكشة تخاصم مع رجل فضربه ضربة أصابت إحدى عينيه فزالت ، فجاء إلى هولاكو واستغاث على الزركشي أنه قلع عينه ، فأمره أن يقلع عين أحد صناع النشاب . فقيل له عن ذلك فقال : إن الزركشي يحتاج إلى عينيه ومتى قلعت إحداهما تضرر ، والنشابي لا يحتاج إلا إلى عين واحدة فإنه إذا قوم السهم غلق إحدى عينيه ونظر بالأخرى ، وما أشبه هذه الأحكام . ولهولاكو وقائع من هذا الجنس أضربنا عن ذكرها .
وكان له من الأولاد الذكور خمسة عشر وهم جمغار وهو أكبرهم سنا ، وأباقا وهو أبغا وهو الذي ملك بعده . ويصمت ، وتشتشين وبكشي وتكدار

الصفحة 266