كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 270 """"""
الديوان كان قد عزم على اغتياله واغتيال أبغا ونقل الملك عنه ، فكتب إلى مؤمن أغا - شحنة الجزيرة - يأمره أن يتحيل على منكوتمر ويقتله ، فسقاه مؤمن سما فمات . ولما مات هرب مؤمن الشحنة من الجزيرة ، وعلم أصحاب منكوتمر بأمره فطلبوه فلم يدركوه ، فقتلوا نساءه وأولاده . وتوجه مؤمن إلى الديار المصرية ومعه ولداه فأعطوا بها أقطاعا ، وحمل منكوتمر إلى قلعة تلا فدفن بها . وفي سنة ثمانين وستماية أيضا كانت وفاة علاء الدين الجويني صاحب الديوان . وكان قد تمكن في دولة التتار تمكنا عظيما بسبب أخيه الصاحب شمس الدين ، فإنه كان المشار إليه . ثم نقم عليه أبغا لما توهم أنه واطأ المسلمين ، واستصفى أمواله . ثم مات بعراق العجم وولي بعده ولد أخيه هارون بن الصاحب شمس الدين .
ذكر وفاة أبغا بن هولاكو
كانت وفاته في أوائل المحرم سنة إحدى وثمانين وستمائة . وكان سبب موته أن الصاحب شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان كان إليه التصرف في الأموال ، وكانت تحمل إليه من سائر بلاد التتار ، وتصرف بقلمه ، فخاف غائلة أبغا ، فتحيل في قتله ، ودس إليه من سقاه سما ، فمات . وقيل إنه منذ انكسرت جيوشه على حمص أخذ حاله في النقص ، ثم أتاه الخبر أن الخزائن التي جمعها هولاكو - وكانت ببرج بقلعة في وسط البحر - فسقط البرج بجميع ما فيه من الأموال والذخائر والجواهر في البحر . ثم دخل الحمام وخرج فسمع أصوات الغربان ، فقال لمن حوله : إنني أسمع هذه الغربان تقول : أبغا مات ، وركب فعوت كلاب الصيد في وجهه ، فتشاءم بذلك . ولم يلبث أن مات في التاريخ ، وقيل في نصف ذي الحجة سنة ثمانين وستمائة .
وخلف من الأولاد أرغون ، وكيختو . ومات أخوه أجاي بعده بيومين .

الصفحة 270