كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 271 """"""
ذكر ملك توكدار بن هولاكو وهو المسمى أحمد سلطان ، وهو الثالث من ملوك هذا البيت
كان جلسوه على كرسي المملكة بعد وفاة أخيه أبغا في المحرم سنة إحدى وثمانين وستمائة . وذلك أن أبغا لما مات كان ولده الأكبر أرغون بخراسان . وكان كيختو عنده بالأردو فاجتمع الأمراء ليقع اتفاقهم على من يجلس مكان أبغا . وكان بعض المغل يختار توكدار لأنه كان قد استمالهم إليه ، فاجتمع رأيهم عليه . فجلس على كرسي المملكة ، وأرسل أخاه قنغرطاي يقول لأرغون ابن أخيه أبغا : إن الشرط في الياسا أنه إذا مات ملك لا يجلس عوضه إلا الأكبر من أهل بيته ، وهذا عمك أحمد هو الأكبر ، وقد أجلسناه ، ومن خالف يموت فأطاعوه .
ولما جلس كان أول ما بدأ به أنه أظهر دين الإسلام وأشاعه ، وكتب إلى بغداد كتابا ، نسخته بعد البسملة : إنا جلسنا على كرسي الملك ، ونحن مسلمون ، فتبلغون أهل بغداد هذه البشرى ، ويعتمدون في المدارس والوقوف وجميع وجوه البر ما كان يعتمد في أيام الخلفاء العباسيين ، ويرجع كل ذي حق إلى حقه في أوقاف المساجد والمدارس ، ولا يخرجون عن القواعد الإسلامية . وأنتم يا أهل بغداد مسلمون ، وسمعنا عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : لا تزال هذه العصابة الإسلامية مستظهرة ظافرة إلى يوم القيامة . وقد عرفنا أن هذا خبر صحيح ورسول صحيح . رب واحد . أحد . فرد . صمد . فتطيبون قلوبكم وتكتبون إلى جميع البلاد . وكتب إلى السلطان الملك المنصور قلاوون يعلمه بإسلامه .
واستولى على السلطان أحمد وعلى دولته الشيخ عبد الرحمن ، وأصله من الموصل ، وكان مملوكا ؛ ويقال له عبد الرحمن النجار ، وأظهر للمغل المخاريق والخيل ، وأخذ في إفساد ما بين السلطان أحمد وبين أهله ، وقصد بذلك الاستبداد ،

الصفحة 271