كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 272 """"""
وعظم أمره ، وتحدث في سائر الأوقاف ، ومال إليه أبناء المغل . وانتهى من أمره أن أحمد سلطان كان يقف في خدمته ، ويقتدى بما يقول ، وركب بالخبز والسلاح دارية . وحضر عبد الرحمن هذا في رسلية إلى السلطان الملك المنصور قلاوون ، فقتل أحمد في غيبته ، فأقام هو بالشام ، ومات به ، على ما نذكره إن شاء الله في أخبار الملك المنصور .
ذكر ما اتفق بين توكدار وبين أرغون ابن أخيه أبغا
وفي سنة اثنتين وثمانين وستماية سار أرغون بن أبغا من خراسان لقتال عمه توكدار ، فجرد إليه عمه جيوشا صحبة الناق نائبه ، فكبسهم أرغون وهم على غير استعداد ، فقتل منهم جماعة . فركب أحمد سلطان في أربعين ألف فارس وسار لقصد أرغون ، وأسره من غير حرب ، وعاد إلى تبريز . فجاءت زوجة أرغون وخواتين كثيرة من النساء اللواتي لهن الدخول على أحمد ، وسألته العفو عن أرغون وإطلاق سبيله والاقتصار به على خراسان . فلما أجاب إلى ذلك - وكان أحمد قد أمسك من أكابر أمراء المغل اثني عشر أميرا وقيدهم وأهانهم - فتغيرت خواطر الأمراء عليه وعزموا على قتله .
ذكر مقتل توكدار بن هولاكو
كان مقتله في سنة اثنتين وثمانين وستمائة . وذلك أنه لما أسر أرغون ابن أخيه أبغا ، وكل به من يحفظه . واتفق تشويش خواطر المغل عليه من أسباب : منها إساءته إلى أكابرهم ؛ ومنها ما ألزمهم به من الدخول في دين الإسلام طوعا أو كرها ؛ ومنها وثوبه على أخيه قنغرطاي وإحضاره من الروم وقتله ؛ وغير ذلك مما نقل عنه في ميله إلى أبناء المغل والخلوة بهم ، وهو أمر لم يألفوه قبله . فأجمعوا على قتله ، وإقامة أرغون . وكان من جملة الامراء ثلاثة وهم بغا وأروق - وهما أخوان - وقرمشي بن هندغون ، فتوجهوا إلى ججكب وشكوا إليه ما يلقون من أحمد ، وعرفوه ما عزموا عليه ، فوافقهم ججكب ، واتفقوا جميعا . وجاءوا إلى المكان الذي فيه أرغون تحت التوكيل ، فأطلقوه وكبسوا الناق نائب أحمد فقتلوه ؛ وقصدوا الأردو ، فأحس بهم أحمد فركب فرسا وانهزم فأدركوه وقتلوه وأقاموا أرغون .

الصفحة 272