كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 273 """"""
ذكر ملك أرغون بن أبغا بن هولاكو ابن تولي خان بن جنكزخان ، وهو الرابع من ملوك هذا البيت
كان جلوسه على كرسي المملكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وذلك أن الأمراء لما أطلقوه من توكيل عمه توكدار وفر توكدار ، أجلسوه على كرسي السلطنة . وساق المغل خلفه وكان قد هرب هو وصاحب الديوان شمس الدين ، فأدركوا توكدار وقبضوا عليه ، وأحضروه إلى أرغون فقتل بين يديه . وأما شمس الدين صاحب الديوان ، فإن أرغون اتهمه أنه دبر على أبيه أبغا وعمه منكوتمر حتى ماتا ، وأخرج الملك منه إلى عمه أحمد ، فطلبه ففر منه ولجأ إلى بعض القلاع ، فأخذ وجئ به إليه ، فقتله صبرا ، وأرسل كل قطعة منه إلى مكان من بلاده ، واستناب أرغون الأمير أبغا - أحد الأمراء الثلاثة الذين اتفقوا على إقامته - ثم أوقع به بعد مدة يسيرة وبالأميرين الآخرين ، واستناب طاجار ، ودس على ججكب جوشكاب من سقاه سما فمات . وقتل غياث الدين كيخسرو صاحب الروم لتوهمه أنه واطأ عمه أحمد على قتل عمه قنغرطاي ، وكان قنغرطاي قد أقام ببلاد الروم من أيام أبغا ، وقرر أرغون أن بيدو يحكم على إقليم بغداد ، وأولاجو يحكم على إقليم الروم ، وترك ولديه غازان وخربندا بخراسان ، ووكل أمرهما إلى نيروز ، وجعله أتابكهما ، واستوزر سعد الدولة اليهودي ، وأصله من أبهر من كور عراق العجم . وكان سعد الدولة في أول أمره يشتغل بالطب ، فتميز وانتقل إلى أن ترشح للوزارة .
وأحسن أرغون إلى والدة عمه أحمد وهي قوتوي خاتون ، وأبقى عليها بلادها التي كانت لها في زمن ابنها وهي طوبان ، وميافارقين . ودامت أيامه إلى سنة تسعين وستمائة فمات حتف أنفه في شهر ربيع الأول منها على شاطئ نهر الكر من بلاد

الصفحة 273