كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 275 """"""
مقتل كيخاتو . ولما ملك كان غازان بن أرغون بخراسان وصحبته أتابكه نيروز ، فحسن له قصد بيدو وانتزاع المملكة منه . فجمعا وحشدا وحضرا من خراسان ، وسار بيدو بعساكره إليهما . فلما تراءى الجمعان تبين لغازان أن جمعه لا يقوم بمن مع بيدو ، فراسله واتفقا على الصلح وعاد غازان إلى خراسان . وأقام نيروز عند بيدو ، فإنه منعه من الرجوع مع غازان لئلا يتفقا على حربه مرة ثانية .
فأعمل نيروز الفكرة واغتنم الفرصة في مدة إقامته عند بيدو . واستمال جماعة من الأمراء لغازان واستوثق منهم أنه متى دنا منهم انحازوا إليه وفارقوا بيدو . فلما استوثق منهم أعلم غازان بأمرهم فتجهز للمسير من خراسان وبلغ بيدو خبره فأوجس منه خيفة ، وذكر ذلك لنيروز ، فقال : أنا أكفيك أمره وأدفعه عن قصدك ، ومتى توجهت إليه ثنيت عزمه ، وأرسلته إليك مربوطا . فاستحلفه بيدو أنه لا يخون ثم جهزه . فسار إلى غازان وأخبره بما اتفق عليه الامراء وتعاضدا وخرجا معا لقصد بيدو ، وأرسل إليه نيروز قدرا مربوطا في عدل ، وقال : قد وفيت بما قلت لك وأرسلت قازان إليك ومعنى قازان في لغتهم القدر ، فغضب بيدوب لهذه الرسالة وتحقق أنه خدعه ومكر به ، وسار بيدو للقائهما . فلما التقى الجمعان بنواحي همذان ، انحاز الأمراء الذين وافقوا نيروز إلى جهة غازان ، فقوي بهم وضعف بيدو وهرب ، فأدركوه بنواحي همذان ، وقتلوه في ذي الحجة من السنة ، فكانت مدة ملكه نحو سبعة أشهر .
ذكر ملك غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ابن تولي خان بن جنكزخان وهو السابع من ملوك هذا البيت
جلس على كرسي المملكة بعد مقتل بيدو ابن عم أبيه في ذي الحجة سنة أربع

الصفحة 275